“رسالة حب”

16 مارس 2022

_ الخليل القدميري :

بإلحاح من صديقي، أذعنت لرغبته الجياشة، فساعدته على تحرير رسالة بعثها إلى محبوبته الصغيرة بعنوان المدرسة، وأذكر مقدار ما بذلناه من جهد في انتقاء تعابير الحب العذري استقيناها من روايات جرجي زيدان، وجبران خليل جبران على وجه الخصوص.

فعلنا ذلك في مرحلة من العمر، كان يطغى فيها هاجس فعل ما تمليه علينا عواطفنا ورغباتنا، دون أن نأخذ الوقت الكافي للتفكير في العواقب. ولكن هذا لم يَحُلْ بيني وبين النظر إلى تلك المرحلة، رغم إكراهاتها، بعين ملؤها الشوق والحنين، وإلى واقعة الرسالة كعلامة فارقة بين ما يجوز وما لا يجوز، لأن العيش في جماعة يتطلب مراعاة قواعد تجد، في الغالب، مرتكزاً لها في تربة خصبة تنهل من معين لا تشوبه شائبة.
وظناً من مدير المدرسة أن موقفه يمليه عليه واجب الامتثال لضميره المهني ولحسن أداء دوره التربوي، في فترة انتقالية، لم يتوان عن خرق مبدأ الحفاظ على سرية المراسلات الشخصية، فقام بفض مظروف رسالة الحب الطفولي للاطلاع عليها، بحضور والد التلميذة، وكشف له عن مضمونها، داعياً إياه إلى مزيد من الحزم في تربية ابنته قبل فوات الأوان.
وقعت الفتاة البريئة تحت نير التعليقات النارية، وانصبت عليها نظرات الاستهجان من كل حدب وصوب، وانفرطت عروة الحب العذري الذي كان صديقي يسعى من ورائه إلى الارتباط بتلك الفتاة الصغيرة ذات العينين العسليتين الساحرتين، حالما ينال شهادة الباكالوريا ويحصل على وظيفة بالإدارة العمومية.
الرباط 10 مارس 2022.

اترك رد

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

الاخبار العاجلة

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق

اكتشاف المزيد من أخبار قصراوة العالم

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading