د . عزيز الهلالي
وأنا بصدد قراءة كتاب يحمل عنوان ” فلسفة الحياة: العقل والمشاعر في عالم أعمق”.
Arne Naess, Life’s Philosophy, Reason and feeling in a deeper world.
في هذا الكتاب استوقفتني الفقرة 2 من الصفحة 74، حيث استشهد الكاتب بدراسة تحليلية قيمة قام بها البروفيسور(Harry Austryn Wolfson) أستاذ الفلسفة بجامعة هارفارد، تخص أعمال الفيلسوف الهولندي باروخ سبينوزا الذي عاش في القرن السابع عشر (1632 – 1677) . تقوم الدراسة على حفريات تروم البحث عن المصادر الأصلية التي ساهمت في تشكيل عقل ومشاعر الفيلسوف سبينوزا.
حقق البروفيسور أوسترين بشكل دقيق، أعمال الأخلاق للفيلسوف سبينوزا ووضعها تحت مجهره النقدي سطرا بسطر، فاستنتج تأثير عربي قوي على تربية سبينوزا، كما أن مصادره وإلهاماته الفكرية لها أبعاد روحية شرقية، تعود إلى فلاسفة الأندلس في العصور الوسطى مثل: إبراهيم بن مئير ابن عزرا، أبو أيوب سليمان بن يحيى بن جبيرول، ليون ابرافانيل، ابن ميمون…
لكن ما يثير الانتباه في هذه الدراسة، هو أن الكاتب استخدم فعل (modified) أي عدل وحَور، وقال إن ” سبينوزا عدل كل شيء ألهمه” في المصادر العربية، بمعنى أن فلسفة الأخلاق سبينوزية، ليست سوى فلسفة أندلسية كتبت بلغة لاتينية. ثم إن الفيلسوف سبينوزا بنى نسقه الفلسفي على مفهوم (naturare)، وهو فعل يصعب إيجاده في اللغة اللاتينية القديمة.