الخليل القدميري
أصيبت سيدة مسنة برعاف متكرر، ينتابها من حين لآخر، ولم تنفع الأدوية التي وصفها لها الطبيب غير ما مرة في تخليصها من مرضها.
لم تستسلم السيدة للأمر الواقع وبدأت تبحث عن الخلاص من مرضها بتجريب كل الوصفات التي كان يقترحها عليها معارفها وكل من علم بحالها من الأهل والجيران.
ومن جملة الوصفات الشعبية المقترحة، كانت إحداها تقضي بأن تتوضأ المريضة للصلاة، لمدة أسبوع، بماء إحدى الآبار الموجودة قرب خط سكة الحديد، بمقربة من دوار “البواحطة”، تعرف ب” لاَ بولاَ دي لاَ مْوِيرْطِي”.
ألحّت السيدة على أحد أبنائها بأن يأتيها بماء البئر المذكورة، علها تخلصها مما ألم بها من علل في الآونة الأخيرة، ولم تجد لها علاجاً لدى الأطباء.
استهان ابنها بطلبها، وتهاون في جلب ماء البئر المذكورة إلى والدته، وبعد أن اشتد عليه إلحاحها، أخذ سطلاً صغيراً وذهب إلى المقهي لممارسة هوايته في لعب “البارتشي”، وفي موعد الغذاء لجأ إلى حنفية مشهورة في حومة “سيدي الكامل”؛ بها جنفية معروفة لدى الساكنة ب” بزبوز سيدي الكامل”، فملأ آنيته بالماء، وذهب بها إلى أمه على أساس أنها مجلوبة خصيصاً من بئر ” لا بولا دي لا مويرطي”، التي أشار بها عليها أحد معارفها.
استعملت السيدة في وضوئها للصلاة الماء الذي جلبه لها ابنها من “بزبوز سيدي الكامل” على أساس أنه ماء “لا بولا دي لا مويرطي”، وفي الأسبوع الأول بدأت علامات الفرج تظهر على السيدة وقلّت كثيراً كمية النزيف ووتيرته إلى أن اختفى وشفيت المرأة تمام الشفاء خلال أسبوعين.
بقي أن نتساءل: هل الحكمة في الماء أم في الاعتقاد الراسخ بفعاليته؟