جمال عتو
ما حدث بأحد أسواق إقليم القنيطرة أمر سيء للغاية ، يخيل لأي مشاهد أن البلد يعيش مجاعة في شكلها المتقدم ، لكن الأسوأ أن يكون الناهب والمنهوب من الطبقة الشعبية الكادحة ، هؤلاء معا هم من ذهبوا يوما إلى صناديق الاقتراع على بطونهم او بفعل تأثير تنويم مغناطيسي حجب عنهم الوجهة الصحيحة ، وما أكثر الساسة في بلادنا من يحسنون التنويم و ” التجرهيم ” ويتقنون فن الاستقطاب بالمال والوعود الفارغة ، النتيجة أن الساسة اليوم في برلمانهم وحكومتهم ووظائفهم المتعددة وامتيازاتهم الخيالية والشعب يأكل بعضه بعضا ، هي ليست المجاعة بتعبيرها الصحيح وإنما هو انتقام من الذات بشكل أقرب إلى العفوية المبطنة ، لا أبرر ما فعله هؤلاء تحت أي دافع ، ولكن هو مشهد قد يكون صغيرا أو بسيطا يخفي الآتي الرهيب المرعب .
فئة عريضة من الشعب تقف اليوم على مفترق الطرق ، وأي قرار آخر يمس جيوب المواطنين سيكون له ما بعده ، أرجو أن يكون مشهد السوق مدعاة لمراجعة حسابات الكبار في حق الشعب وان لا يكون الزجر في حق الناهبين تراه السلطة حلا وحيدا مناسبا ، بل المعالجة تتعدى ذلك بكثير .