ذ إدريس حيدر :
اهتزت أركان المدينة بسبب قتل أحد الشباب لأبيه بعد أن ضربه بحجرة على رأسه .
لا شك أن هذا القتل البشع ترك آثارا سلبية في النفوس استنكارا واسعا لدى كل الأوساط نظرا لطبيعة الجريمة و لنوع العلاقة بين الجاني و الضحية.
و من المعلوم أن الموروث الديني يعتبر هذا النوع من الجرائم : كبائر ،كما أن الموروث الإنساني و الحضاري يمقت هذا النوع من الاعتداء المفضي للموت .
لقد أتيحت لي في الايام الاخيرة ، الفرصة لرؤية القاتل في دهاليز المحكمة مساقا إلى النيابة العامة من أجل استنطاقه .
كانت يديه مصفدتين ، و يخطو بصعوبة ،كما أن نظراته كانت شاردة و التعب يعلو محياه.
و أكد لي أحد أفراد الضابطة القضائية ،أنه و بمجرد أن قتل أباه، انزوى و انكمش في ركن من المنزل العائلي في انتظار رجال الأمن و كان منظره يثير الشفقة .
كان غائبا عن الزمان و خارجا عن المكان ، و لا يعي ما حدث.
و أضاف أن بعض أفراد عائلته أكدوا أنه يتعاطى للمخدرات و أنه يعاني من اضطراب نفسي قوي .
و لا أخفيكم سرا أنه و بالرغم من ارتكابه جرما فظيعا ، تأثرت لحاله وما ينتظره من آلام و معاناة و عذاب ضمير و قسوة من طرف الجميع .
و تساءلت :
” – هل يستحق الرجل حكما مشددا بعد إحالته على المحاكمة ،نظرا لارتكاب جريمة نكراء ،ترفضها كل القوانين و الشرائع الإنسانية ؟
– أم إنه من الإنصاف ،إحالته على طبيب مختص في الأمراض النفسية و العقلية لمعرفة وضعه الصحي الحقيقي و ترتيب الآثار القانونية على ذلك ؟
مجرد سؤال يروم تحقيق العدل .