إشراقة . مجرد سؤال

20 فبراير 2022

ذ إدريس حيدر :

اهتزت أركان المدينة بسبب قتل أحد الشباب لأبيه بعد أن ضربه بحجرة على رأسه .
لا شك أن هذا القتل البشع ترك آثارا سلبية في النفوس استنكارا واسعا لدى كل الأوساط نظرا لطبيعة الجريمة و لنوع العلاقة بين الجاني و الضحية.
و من المعلوم أن الموروث الديني يعتبر هذا النوع من الجرائم : كبائر ،كما أن الموروث الإنساني و الحضاري يمقت هذا النوع من الاعتداء المفضي للموت .
لقد أتيحت لي في الايام الاخيرة ، الفرصة لرؤية القاتل في دهاليز المحكمة مساقا إلى النيابة العامة من أجل استنطاقه .
كانت يديه مصفدتين ، و يخطو بصعوبة ،كما أن نظراته كانت شاردة و التعب يعلو محياه.
و أكد لي أحد أفراد الضابطة القضائية ،أنه و بمجرد أن قتل أباه، انزوى و انكمش في ركن من المنزل العائلي في انتظار رجال الأمن و كان منظره يثير الشفقة .
كان غائبا عن الزمان و خارجا عن المكان ، و لا يعي ما حدث.
و أضاف أن بعض أفراد عائلته أكدوا أنه يتعاطى للمخدرات و أنه يعاني من اضطراب نفسي قوي .
و لا أخفيكم سرا أنه و بالرغم من ارتكابه جرما فظيعا ، تأثرت لحاله وما ينتظره من آلام و معاناة و عذاب ضمير و قسوة من طرف الجميع .
و تساءلت :
” – هل يستحق الرجل حكما مشددا بعد إحالته على المحاكمة ،نظرا لارتكاب جريمة نكراء ،ترفضها كل القوانين و الشرائع الإنسانية ؟
– أم إنه من الإنصاف ،إحالته على طبيب مختص في الأمراض النفسية و العقلية لمعرفة وضعه الصحي الحقيقي و ترتيب الآثار القانونية على ذلك ؟
مجرد سؤال يروم تحقيق العدل .

اترك رد

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

Breaking News

We use cookies to personalize content and ads , to provide social media features and to analyze our traffic...Learn More

Accept

اكتشاف المزيد من أخبار قصراوة العالم

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading