ذ : إدريس حيدر
مرت بعض الشهور ،و أقيم حفل زفافهما في الدوار ،كان بسيطا، و دُعِيت له تقريبا كل العائلات المقيمة فيه من خلال أفرادها فضلا عن أفراد عائلتي الزوجين الذين يعيشون في مناطق أخرى من البلاد .
قضى الزوجان سنة تقريبا في العسل ،و انعكست أجواء الزواج عليهما خاصة ” الحاجة عائشة ” التي أصبح وجهها صبوحا ،متوهجا و مشرقا ،لكون ” امخيتر” كان قد ملأ عليها المنزل و وجدت فيه السند و الدعم الذين افتقدتهما لفترة طويلة و كانت في أمس الحاجة إليهما ، كما أنه فجر فيها أنوثتها بشكل ظاهر و جلي ،حيث بدأت تعتني بمظهرها كثيرا.
و هكذا قضيا فترة غير قصيرة من المعاشرة الزوجية ،و التفاهم و الانسجام الكامل.
و نتيجة لعلاقاتهما الرفيعة ،حررت ” الحاجة عائشة ” توكيلا لزوجها ” امخيتر ” من أجل إدارة أموالها و التصرف فيها.
كان طموح هذا الأخير بدون حدود ، وكان يرغب في أن يتبوأ ارفع الدرجات اجتماعيا في دواره و منطقته .
فقرر الترشح للانتخابات القروية بهدف رئاسة جماعته ، و لتحقيق مبتغاه فاتح زوجته ” الحاجة عائشة ” من أجل أن تُمَوِّل له حملته الانتخابية .
وافقت طبعا قائلة له :
” كل مالي لك زوجي العزيز سي ” المختار ” (. و كانت هذه المرة الأولى الذي تناديه باسمه غير مصغر ).
غير أنه كان يريد أن يوفر لنفسه كل ظروف النجاح . و بالتالي قرر قبل خوضه الانتخابات ،السفر إلى الديار المقدسة من أجل أداء فريضة الحج.
بعد عودته ،أقام حفلا بهيجا ، و كان يبدو سعيدا و منتشيا عند المناداة عليه ب ” الحاج المختار “.
اختار الانتساب لحزب موالي للدولة لخوض الانتخابات باسمه .
لقيت حملته إقبالا من طرف ساكنة دواره ، و حقق نجاحا باهرا.
انتخب رئيسا لجماعته القروية وانعكس عليه هذا الموقع الاعتباري ،حيث أصبح يعتني بمظهره الخارجي و امسى يرتدي ملابس ذات قيمة ، و يخطو بتؤدة و بكثير من الهدوء و الكياسة ، كما أن خطاباته تميزت بالعمق و بُعْدِ النظر، و باتزان كبير.
أصبح يستغل موقعه و يتقاضى علاوات و رشاوى ، و كان يكدس الأموال بهدف الاغتناء و الانتقال إلى مرحلة أخرى في إطار تخطيطه للترقي الاجتماعي .
لاحظت ” الحاجة عائشة ” أن زوجها لم يعد يهتم بها كما في السابق و أصبح يهملها و لايعيرها اهتماما ،بالرغم من تزينها من أجل غوايته.
استفحل الوضع إلى درجة أنه هجرها في الفراش.
و انتبهت إلى كونه أصبح شديد الاهتمام بزوجة أحد عمالها في أراضيها الفلاحية ،و كانت تحاول عدم الاهتمام بالأمر، إلى أن بلغ إلى علمها أنه قدم شكاية لدى الجهة المختصة ضد زوجها بدعوى سرقته بعض الحلي من منزله .
أدركت ” الحاجة عائشة ” أنذاك، أنه بصدد التخطيط لشيء مريب و مشين.
يتبع…
تشكيل : إدريس حيدر .
