سبق لجمعيتنا أن نشرت في بحر سنة 2021 سبعة كتب، وقبلها نشرت سنة 2018م كتابا عن الشاعر الراحل محمد الخمار الݣنوني، تحت عنوان (مع محمد الخمار الݣنوني في آثاره الأخرى) لمؤلفه عضو مكتب الجمعية الأستاذ محمد العربي العسري. ويسرها اليوم أن تنشر للمؤلف نفسه كتابا توثيقيا جديدا حول الشاعر الراحل وذلك بمناسبة مرور ثلاثين سنة على وفاته.
ومما لا ريب فيه أن نشر هذا الكتاب يدخل في صميم اهتمامات الجمعية الرامية إلى تكريم رموز هذه المدينة وأعلامها، الأحياء منهم ومن رحلوا إلى جوار ربهم. ولقد كان محمد الخمار الكنوني واحدا من هذه الرموز النيرة التي ارتبط اسمها بمدينة القصر الكبير فرفع اسمها عاليا بين المدن، وشكل ورفيقه عبد السلام عامر ثنائيا أدبيا وفنيا من الصعب تجاوزه أو نسيانه.
ومن شهادة صفيه د. مصطفى يعلى نقتطف الآتي: ” لقد أخذ محمد الخمار الكنونب نفسه بتثقيف صارم في الثقافة التراثية العربية، وفي الثقافة العربية الحديثة والمعاصرة، فضلا عن الثقافة الأجنبية. مما انعكس على فعاليته الجامعية، وعلى موهبته الشعرية، فعلا بهما إلى مستوى محمود، لطالما أشاد به زملاؤه وطلبته والمتتبعون لعطائه.
كما كان يستوعب جيدا حركة الواقع سياسيا واجتماعيا واقتصاديا. لذلك كان يهتز انفعالا وألما للنكسات المحلية والقومية المتتالية، ويألم للواقع المتردى، كما كان يعامل الآخرين بدماثة، مقدرا إمكانياتهم أحسن التقدير.
لهذا وذاك، ترك هذا الأثر الطيب في زملائه وأصدقائه وطلبته، بكثير من جهات المغرب، لا سيما في مسقط رأسه القصر الكبير. وكل ذلك، لكون المرحوم محمد الخمار مارس طيلة حياته القصيرة هذه الإزدواجية النموذجية التي يتفاعل فيها الإنساني والمعرفي، ويتجادلان لصنع الشخصية المثلى كشخصية المرحوم”. ذالكم هو محمد الخمار الكنوني، وتلك بعض سجاياه..”
والجمعية تشكر الأديب محمد العربي العسري على عمله الجديد الذي أهداه إلى الجمعية بعد أن أدى نفقة طبعه الكاملة.
الجمعية