الثعلب (01)

28 يناير 2022

ذ : إدريس حيدر

على أعلى الجبل المطل على السهل المنبسط على امتداد الرؤية ،و الذي يصبح في فصل الربيع ، أخضرا يانعا ،و متعة للناظرين ، يتوسد دوار ” القنادل ” ظهر المرتفع في هدوء و سكون .
يبدو ليلا و الأضواء مشتعلة في اكواخه و دروبه و كأنها قناديل متلالأة في ظلام دامس ، مما يضفي على المنظر جمالا و جاذبية خاصة ، و ربما لهذا السبب سمي ب” دوار القنادل “.
كان يسكنه نحو 500 شخص أغلبهم يمتهن الفلاحة و الرعي.
” امخيتر ” المراهق ،كان يملأ أزقة الدوار حركة و مساعدة لبعض ساكنتها و خاصة المتقدمين في السن أو ذوي الاحتياجات الخاصة .
كان نحيف الجسد ، بعنق طويل ممتد بين جسده و رأسه و مائل إلى الأمام و كأنه إحدى الزواحف المنقرضة، بأذنين كبيرتين منتصبتين نحو الاتجاهين: اليمين و اليسار ،تشبهان لصحني الرادار أو لجهازي التنصت.
عيناه صغيرتان و اسنان فمه تبدو متباعدة عند فتحه فمه للكلام أو الضحك.
غالبا ما كان يرتدي البسة بالية عبارة عن اسمال.
قضى نهاية عقده الثاني و بداية الثالث و هو يجري و يلعب بين دروب الدوار.
و كان يسمع صوته و قهقهاته في كل وقت و حين ،و مع مرور الوقت أصبح معلمة أساسية للدوار، بل لم يعد يتصور القرية من دونه.
مر الزمان بسرعة و اشتد عود ” امخيتر ” ، و تغير شكله و صوته و نضج في سلوكه.
و اصبح يتردد على المسجد للصلاة و يشارك في اجتماعات كبار القرية ،بمناسبة افراحها و اتراحها ،أو للتداول في أمورها الهامة و الخطيرة و المستعجلة.

يتبع…

تشكيل : إدريس حيدر.

اترك رد

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

الاخبار العاجلة

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق

اكتشاف المزيد من أخبار قصراوة العالم

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading