
بوابة القصر الكبير :
بعد ساعات فقط من تداول خبر مؤسف عن هلاك قط على يد أحد الأشخاص، تبرز من مدينة القصر الكبير صورة مغايرة تعكس الوجه الإنساني في التعامل مع الحيوانات، وتؤكد أن الرحمة ما زالت حاضرة بقوة في سلوك عدد من المواطنين.
فمنذ حوالي ثلاث سنوات، يعيش قط أعمى داخل فندق محلي بمدينة القصر الكبير، حيث وجد الأمان والرعاية رغم فقدانه لحاسة البصر. هذا القط، الذي لم يغادر عتبة الفندق منذ ولادته، يتمتع بحياة هادئة ومستقرة، بفضل العناية اليومية التي يوفرها له صاحب الفندق، السيد أشفراو، إلى جانب عدد من الحرفيين وسكان حي الديوان.
ويحرص القائمون على رعايته على توفير الطعام والماء والحماية له، في مشهد يعكس أسمى معاني التعاطف مع الكائنات الضعيفة التي لا حول لها ولا قوة. ورغم إعاقته، أصبح القط جزءا من المكان، وألفه الجميع، ليغدو رمزا صغيرا للرحمة والتكافل الإنساني.
ولا تعد هذه الحالة معزولة، بل تندرج ضمن العديد من المبادرات العفوية التي يقوم بها سكان القصر الكبير، المعروفون بطيبة قلوبهم وحسن معاملتهم للحيوانات الأليفة، خاصة تلك التي تعاني من إعاقات أو ظروف صعبة.
الإنسانية لا تقاس بالكلمات، بل بالأفعال، وبأن الرفق بالحيوان يظل مرآة حقيقية لقيم المجتمع ورقيه.