
_ الاستاذ ادريس حيدر :
صُدِمَت و تمكن منها الخوف و الرعب ، و بدأت تصيح مطالبة بالنجدة .
سمع بعض سكان القرية صياحها و استغاثتها، فالتحقوا في الحين بالمعصرة .
وجدوا ” فاطمة الزهراء” في أحد زواياها ، مذعورة و خائفة و مرعوبة .
و بعد أن عرف الجيران أسباب ذعرها ، حاولوا إيقاف “الوحش” ، فلم يجدوه بعين المكان ،كان كأنه اختفى و تبخر .
فتشوا الدوار كله و المناطق المجاورة له ، فلم يعثروا على أي أثر له .
و بعد ذلك بمدة قصيرة ، توقفوا عن البحث عنه ، اعتقادا منهم أنه غادر القرية ، خوفا على نفسه من انتقام ساكنتها منه.
مرت الأيام على هذه الحالة ، و أدرك سكان الدوار ، أن ” الوحش” كان ضرورة ، بحيث إنه كان يقوم و يتولى الأشغال الصعبة و الشاقة التي كانت تواجههم في حياتهم اليومية ، بحيث كان ينقل السلع و الأثقال من المنازل و إليها ، و يساعد العجزة و المعاقين و الأطفال من أجل قضاء مآربهم .
و بدأ الندم يغمر نفوس ساكنة القرية ، بحيث أصبحوا يشكون في رواية الفتاة ” فاطمة الزهراء ” و خلصوا إلى أن انحيازهم لها لم يكن منصفا و سليما .
و في إحدى المساءات ، لاحظ أحد الأشخاص ، أن خيالا أو شبحا يبدوُ و هو يتحرك جيئة و ذهابا على أعلى الجبل المطل على الدوار .
تكررت تلك الإطلالات لذلك المجهول .فقرر السكان إذن التعبئة من أجل الالتحاق بذلك المكان الشاهق ، في محاولة للتعرف على ذلك الشبح .
إلا أنهم فشلوا في الوصول إلى مبتغاهم .
انصرف الجميع إلى حال سبيله و إلى ممارسة حياته بشكل طبيعي ، ناسين الحدث الذي كان قد وقع بين ” الوحش” و فتاة القرية الجميلة .
و في إحدى الصباحات المشرقة ، سمع ناس القرية صوت يمزق سكونها ، يستغيث و يطلب النجدة ، لم يكن إلا صوت الفاتنة ” فاطمة الزهراء”.
يتبع …