الوحش ( 3)

منذ 5 ساعات


_ الاستاذ ادريس حيدر :

صُدِمَت و تمكن منها الخوف و الرعب ، و بدأت تصيح مطالبة بالنجدة .
سمع بعض سكان القرية صياحها و استغاثتها، فالتحقوا في الحين بالمعصرة .
وجدوا ” فاطمة الزهراء” في أحد زواياها ، مذعورة و خائفة و مرعوبة .
و بعد أن عرف الجيران أسباب ذعرها ، حاولوا إيقاف “الوحش” ، فلم يجدوه بعين المكان ،كان كأنه اختفى و تبخر .
فتشوا الدوار كله و المناطق المجاورة له ، فلم يعثروا على أي أثر له .
و بعد ذلك بمدة قصيرة ، توقفوا عن البحث عنه ، اعتقادا منهم أنه غادر القرية ، خوفا على نفسه من انتقام ساكنتها منه.
مرت الأيام على هذه الحالة ، و أدرك سكان الدوار ، أن ” الوحش” كان ضرورة ، بحيث إنه كان يقوم و يتولى الأشغال الصعبة و الشاقة التي كانت تواجههم في حياتهم اليومية ، بحيث كان ينقل السلع و الأثقال من المنازل و إليها ، و يساعد العجزة و المعاقين و الأطفال من أجل قضاء مآربهم .
و بدأ الندم يغمر نفوس ساكنة القرية ، بحيث أصبحوا يشكون في رواية الفتاة ” فاطمة الزهراء ” و خلصوا إلى أن انحيازهم لها لم يكن منصفا و سليما .
و في إحدى المساءات ، لاحظ أحد الأشخاص ، أن خيالا أو شبحا يبدوُ و هو يتحرك جيئة و ذهابا على أعلى الجبل المطل على الدوار .
تكررت تلك الإطلالات لذلك المجهول .فقرر السكان إذن التعبئة من أجل الالتحاق بذلك المكان الشاهق ، في محاولة للتعرف على ذلك الشبح .
إلا أنهم فشلوا في الوصول إلى مبتغاهم .
انصرف الجميع إلى حال سبيله و إلى ممارسة حياته بشكل طبيعي ، ناسين الحدث الذي كان قد وقع بين ” الوحش” و فتاة القرية الجميلة .
و في إحدى الصباحات المشرقة ، سمع ناس القرية صوت يمزق سكونها ، يستغيث و يطلب النجدة ، لم يكن إلا صوت الفاتنة ” فاطمة الزهراء”.

يتبع …

اترك رد

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

الاخبار العاجلة

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق

اكتشاف المزيد من أخبار قصراوة العالم

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading