
ذ . محمد اكرم الغرباوي :
أستاذتي الغالية الفاضلة ربيعة بنصفية أكتب لك رسالتي على الفايس في محاولة النبش بذاكرتي عن أشخاص شكلوا وعيا معرفيا و جماليا بمساري ، في لحضات عابرة أو ملازمة. ومنهم أنت
، حفظك الله و متعك بالصحة
و العافية .
لعيد العرش المجيد أيام الملك الراحل الحسن الثاني طيب الله ثراه ذكريات خاصة لجيلنا ، كان شهر فبراير بالمدارس العمومية شهر اكتشاف المواهب و الدفع بها و تطويرها و احتضانها لتعبر بفخر و اعتزاز عن تمسكنا و اخلاصنا لهويتنا الوطنية .
اتذكرين أستاذتي ربيعة شهر مارس بمدرسة مولاي رشيد 2 , يوسف بن تاشفين اليوم . كيف كنا نصطف أمامك بخشوع و أنت تعلمينا بالتآخي و الوداد ، إذ نعيش في اتحاد ، رفعنا العماد ، بنينا البلاد . كانت حناجرنا تصدح بالوطنية في انسجام و انضباط لحزمك و ابتساماتك
اتذكر يومها كأنت أكيد ، بعدما احتدم نقاش حول من يقدم الحفل من التلاميذ وتم اقصاء طفل بالقسم الخامس لتأتأة خجل و دهشة . أذكر عطفك و انصافك كما بعض أصدقائي ليومنا هذا . وأنت تأخذين الطفل لقسم آخر لتضع جرعة الأمل و الثقة بنفسه . وأنت تمسحين عن وجنتيه الحسرة . و تغسلين ذاكرته من لحضات الأسى و ماضي الألم
مازلت تذكرني فأنا ذاك الطفل،الذي صنعت منه رجلا يقوى الكلام ليقدم حفلا بسيطا كان كبيرا في مساري و ذكراك
ويشاء الله فأجدك ترعاني كإبن لك ، وأنا من يراك في مقام أمي ، لأجدك في كل تقديماتي .
أستاذتي الغالية و معلمتي . كم كنت سعيدا ذات يوم وأنا أقرأ ورقة محبة في يوم تقاعدك . كم كنت سعيدا وأنا أقدم حفل تقاعد رفيق دربك أستاذنا سيدي عبد الله سعدون يوم تقاعده أيضا .
أتدري معلمتي إن الله يحبك لأنك أخلصت للدرس و لقيم النبل و الإنصاف لطفل وشاب ورجل يذكرك و يدعو لك في
الغيب و يتمنى الجنة لك .
هكذا هن من يخلصن لذواتهن وأخلاقهن يصنعن رجال الغذ ويفخرن بهم و بمجدهم . هكذا هن ورثة الأنبياء
أدرك أن قلبك الوديع أستاذتي ربيعة لايتحمل ثقل كلماتي ، لكن هي عفويتها وصدقها جعلها بهذا الحجم من الوفاء و التقدير لك حفظك الله