
ذة. فاطمة بالعربي
هي لست فقط امرأة…هي ما لا يُروى في كتب، ولا يُفكك في نظريات، فصول متشابكة من النور والظل…وجهٌ هادئ، وقلب يعجّ بالعواصف التي لا تُرى، أنثى… لكنها ليست مجرد ملامح ناعمة وصوت خافت…إنها من تُخفي خلف ابتسامتها ألف خيبة ومن تنهض في كل مرة وكأنها لم تُكسر من قبل.
هي ليست فقط امرأة…هي ذاكرة كل امرأة خذلها العالم فصارت عالما لنفسها، هي التحدي حين يُستهان بها ، والصمت حين لا يستحق الآخر ردّها…هي الذكاء المغلف بالأنوثة، والقوة التي لا تُعلن عن نفسها في كل حين.
تجيد الغياب حين تهان، وتبرع في الحضور حين يحتفى بها …
لا تطرق الأبواب، بل تبني المداخل لمن يستحق العبور إليها …
لا تركض خلف من لا يرى قيمتها ،ولا تلوّح لمن أغلق خلفه الباب.
ليست فقط امرأة…بل سرٌّ لا يُفك إلا بإذن،وعالم لا يُسكن إلا بثقة،وقلب لا يُمتلك إلا بالمحبة والتقدير …تبدو هادئة…لكن من يعرفها يدرك أن السكون الذي يسكنها ،ما هو إلا سلاح الانتظار، وصبر من يعرف متى يقول: كفى.
ليست فقط امرأة…بل نَفَس الحياة في لحظة اختناق، ومُفترق قرار في زمن الحيرة.
هي ليست كما تظن، ولا كما تتمنى..ولا كما لم تتخيل من قبل…