الجامعة للجميع بالعرائش تنظم ندوة : الألعاب الشعبية بين رهان التنشئة الاجتماعية وتحدي الرقمنة .

22 يناير 2025

  • أمينة بنونة :

بادرت الجامعة للجميع بالعرائش ، بدعم من جهة طنجة تطوان الحسيمة، وشراكة مع المركز الثقافي ليكسوس ، الى تنظيم ندوة تحت عنوان : ” الألعاب الشعبية بين رهان التنشئة الاجتماعية وتحدي الرقمنة ” مساء الإثنين 20 يناير 2025 ، بالمركز الثقافي ليكسوس – العرائش ، في إطار مهرجان الألعاب الشعبية والتقليدية.
ترأس فعاليات الندوة ذ . مصطفى العبراج رئيس فرع الجامعة للجميع بمدينة العرائش ، فبعد ترحيبه بكافة الحاضرين انطلق من اعتبار الحضارة الإنسانية تعيش منعطفا تاريخيا فارقا ، يضعها أمام مفترق طرق مفصلي، وأمام أسئلة شائكة حول تداعيات كل من الرقمنة الشاملة والذكاء الاصطناعي، على هوية الإنسان، وتماسك المجتمعات،ومصائر النوع البشري.
وأضاف ذ . مصطفى العبراج أن التكنولوجيا أثرت بشكل لافت على منظومة القيم وعادات الناس وعلى علاقة الفرد بالمجتمع. .ومن بينها الألعاب الشعبية والتقليدية حيث كانت من أقدم الوسائل التي تساعد في التنشئة الاجتماعية وتنمية المهارات، كما أنها وسيلة للتعبير عن الهوية الثقافية المحلية . واعتبر ذ. العبراج الندوة تفتح نقاشا أوليا حول مستقبل الألعاب الشعبية المغربية في ظل التحولات الاجتماعية والتكنولوجية الراهنة كما تسعى إلى تعزيز الوعي بأهمية هذه الألعاب كجزء من التراث الثقافي اللامادي الذي يجب الحفاظ عليه وتطويره بما يتماشى مع الهوية المحلية والوطنية وتحديات العصر الرقمي.
وتساءل بعد ذلك : أي دور للأسرة، للمدرسة، للمؤسسات الثقافية والمجتمع المدني في تثمين والحفاظ على الألعاب الشعبية التقليدية باعتبارها مكونا ثقافيا؟ وماهي السبل لنقل هذا المروت بين الأجيال كونه حاملا للقيم الاجتماعية كالتعاون الاحترام العدالة والمساواة؟ وما هي الأهمية البيداغوجية للألعاب الشعبية التقليدية المغربية؟ وكيف يمكن دمج التكنولوجيا في الألعاب الشعبية التقليدية للحفاظ عليها؟

عادت المداخلة الأولى للأستاذ عبد المالك العسري الباحث في التراث اللامادي والذي اعتبر الألعاب التقليدية ليست مجرد أنشطة ترفيهية، بل هي موروث ثقافي يعكس قيم المجتمع وعاداته وتقاليده. إنها أحد المكونات الأساسية للهوية الثقافية، حيث تحمل في طياتها قصص الأجداد وتجاربهم، وتتيح فرصة لنقل تلك القيم والمعارف من جيل إلى آخر.
وأضاف ذ . العسري أنه بات ضروريا التأريخ للعب والألعاب ،فالتأريخ ليس مجرد توثيق لنشاط ترفيهي، بل هو حفظ لذاكرة الإنسان وموروثه الثقافي. إنه جسر يربط الماضي بالحاضر، ويثري مستقبل الأجيال القادمة بمعرفة أصولها وتراثها، الألعاب تعكس ثقافات الشعوب وعاداتها وتقاليدها، فبعض الألعاب القديمة تحمل رموزًا ومعاني مرتبطة بالحياة اليومية أو الطقوس الدينية أو المناسبات الاجتماعية.
وتساءل ذ . العسري : هل هناك تاريخ للعب والألعاب ؟ نعم، هناك تاريخ طويل ومثير للألعاب واللعب يمتد عبر العصور، وهو مجال يلقى اهتماماً من قبل المؤرخين والأنثروبولوجيين وعلماء الثقافة. الألعاب لم تكن مجرد وسيلة للترفيه، بل كانت دائماً تعكس السياق الاجتماعي والثقافي والتاريخي للشعوب.و يمكن تقسيم تاريخ الألعاب إلى مراحل رئيسية لفهم تطورها ودلالتها
وختم ذ عبد المالك العسري باعتبار الألعاب الشعبية وسيلة حيوية لربط الماضي بالحاضر، حيث تجمع بين الترفيه والتعليم والحفاظ على التراث. إنها ليست مجرد أدوات للتسلية، بل هي حامل للقيم الإنسانية والموروث الثقافي. بفضل الجهود المتضافرة بين الأفراد والمؤسسات، ستبقى هذه الألعاب جزءًا حيًا من ثقافات الشعوب، شاهدة على تاريخها وهويتها.

وقدمت المداخلة الثانية للأستاذ عزيز بوستة الأستاذ الباحث بمركز التربية والتكوين إجابات عن مفاهيم تربوية وتجارب دولية ذات ارتباط بموضوع الندوة .
في إجابة له : لماذا كل هذا الاهتمام بالألعاب الشعبية؟ ردها ذ . بوستة ، لمواجهة التهديدات الحديثة للتكنولوجيا و”التحضر ” ، الانتقال إلى الألعاب الحديثة يمكن أن يشجع على مواقف أكثر فردية ولا مبالية لدى الأطفال، على عكس الألعاب التقليدية التي تعزز التفاعل الاجتماعي والتعاون.
وانتقل المتحدث الى اعتبار العوامل التاريخية و السياسات التعليمية والتغيرات التاريخية أحيانا قد ساهمت في إهمال الألعاب التقليدية، مما ساهم في تراجعها. الى جانب ضعف البنية التحتية المرتبطة بهذه الالعاب كنقص المساحات المناسبة للعب هذه الألعاب في البيئات الحضرية الحديثة ، وكذا ضعف الاهتمام بالتراث الثقافي.
وقدم المتدخل تعريفا للألعاب الشعبية التقليدية وتداولها بين الأجيال فهي جزء لا يتجزأ من الموروث الثقافي والشعبي تعكس هذه هوية المجتمع وتاريخه، وتعتبر وسيلة للترفيه والتسلية بالإضافة إلى كونها أداة تعليمية وتنشئة للأطفال .
وانتقل الأستاذ بوستة الى مقارنة الألعاب الشعبية بالألعاب الحديثة والتي غالبا ما تكون أكثر تحفيزا وتعليمية مما أدى إلى تفضيلها على حساب الألعاب التقليدية. كما أن الانتقال إلى الألعاب الحديثة يمكن أن يشجع على مواقف أكثر فردية ولا مبالية لدى الأطفال، على عكس الألعاب التقليدية التي تعزز التفاعل الاجتماعي والتعاون.
وقدم المتحدث نماذج لتجارب عالمية من اليابان والصين وكوريا الجنوبية ….. في إدماج الألعاب الشعبية .
كما أشار إلى توظيف اللعب في السينما حيث لم تخل السينما العربية ولا المغربية من ذلك ( موسم لمشاوشة ..)
وأفاض الأستاذ بوستة في الحديث عن الأهمية البيداغوجية والسيكولوجية والصحية للعب وعن اهم توجهات البيداغوجيات المعاصرة التي قد تستعمل بمثابة مداخل لإدماج الألعاب الشعبية…
و فتح نقاش بعد ذلك مع الحاضرين أسفر عن توصيات بإدماج اللعب في البرامج التربوية من أجل ترسيخه للأجيال القادم، مع توصية بتنظم أيام دراسية حول الموضوع ،من أجل تنمية التراث اللامادي./.

اترك رد

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

الاخبار العاجلة

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق

اكتشاف المزيد من أخبار قصراوة العالم

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading