
ذ . الطاهر الجباري :
ما بادرت الى ذهني غرابة من الفِكَر .. والفِكَر الغريبة تشطن الذهن .. وتاخذ صاحبَها المشغولَ على بساط نفسي يبعده عن جاذبية الناس .. هل القمر الذي عادة ما ننطلق ببصرنا اليه مبهرين بضيه وجماله والنجوم الملتمعة حوله صامتة يطيب لنا معها السمر والسهر تحت ضوء القمر وشوارع مدينتي العتيقة مصفحة بهذا الضوء تتغنى بضوئه وجماله وراكنة تحت ستار صمت نجومه والأشجار ليلا يتسرب النور بين افنانها فتسرد لظلالها لغة الصفير او لغة الطيور في صمت مهيب ؟ .. والغرابة في نفسي تطلق عنانها في رحلة عجيبة تضع سؤالا محيرا في ذهني معمِّرا في قلبي تلهبه حَرا وجمرا .. هل يحزن القمر ؟ جانبُه مظلم يصعب علي ان انطلق اليه بعيني وهو محطم نصفين كالزجاج .. أحب ان أراه هلالا كبمسة لطيفة من عذراء تزهو بحسنها وبحناياها تذهل العاشق.. او قمرا مزهرا و بدرا ضحوكا منورا.. لكن أحزن بحزنه حين يتحول جانبه مظلما داكنا كانما تراه كهفا طائرا شاردا بلا شموع ..هي مراحل يمر بها قمرنا الذي نتغنى به بالمقاطع الشعرية والقصائد .. وبكلام مرسل وبحسن الصياغة .. هي حكمة الله في مخلوقه .. كأننا هلالا في صغرنا وفي لطافتنا .. وكاننا بدرا في شرخ شبابنا .. او قمرا ابلج في قسماتنا وملامحنا .. ويأتي من هذا القمر جانب مظلم غامق ومن جانبنا ايضا نحن البشر ياتي منا هذا الغيهب وهذه الغُبسة.. فللحياة عقبات ومشدات مظلمة .. فهذا كله خلق الله ومكتوبه بالحق على مخلوقاته .. فياتي منا الرضى .. ولسوف يعطينا ربنا فنرضى ..