الذكرى الرابعة لميلاده بعد الرحيل :ومضة من ذاكرة أنهكها الحنين/” انصر أخاك ظالما أو مظلوما “

6 نوفمبر 2021

ذة : سمية نخشى

و نحن صغارا ، كانت شهادتي ، عند أي نزاع طفولي بين أخي ( فقيدي) و أقرانه ، من أصدقائه أو أقاربه ، ضده عند والدنا ، فكنت اتحامل عليه ، و ذلك بتأثير الشغب و المشاكسات اليومية التي كنا ننخرط فيها ضد بعض.

لاحظ والدي الأمر و قلق لذلك ، فبادرني أحد الأيام و قبل أن أكمل شهادتي بالحديث الشريف الصحيح عن انس رضي الله عنه ” انصر أخاك ظالما أو مظلوما “.
لا أعرف بالضبط و إلى اليوم سر تاثري البالغ به يومها على صغر سني آنذاك ، ، فقد نزل علي كالصاعقة ينبهني لخطأ كدت اتعود على ارتكابه في حق أخي الاصغر مني سنا.
ترسخ الحديث في وجداني و استوطن اعماقي ليصبح إحدى القواعد الأساسية لحياتي .
والدي لم يكن متعصبا ، و لم تكن له أي خلفيات لعصبية قبلية روج لها و استمات لأجلها العرب ، من قبيل :” انا و اخي على ابن عمي و انا واخي و ابن عمي على الغريب ” و لا حاملا لأي تعصب عرقي، ديني أو إثني ….بل كان متسامحا بشكل يليق بالتربية الدينية المعتدلة التي نشأ عليها ، هو و أبناء جيله ، موضوعيا في مواقفه و أحكامه بما يتناسب مع تكوينه القانوني كما كان ملما بالتفسير الصحيح للحديث الشريف الذي يدعو لنصرة الأخ ، إن مظلوما فبشد عضده ، و إن ظالما فبصده عن غيه ، و ذلك في سياق رصيده الفقهي .
رغبة والدنا في غرس قيم الأخوة بيننا ، جعلته يشهر في وجهي الحديث الشريف الذي ما نسيته بعد ذلك أبدا و الذي وطد أواصر العلاقة بيني و بين أخي، فكنت دائما إلى جانبه وكان أبدا نصيرا لي…..إلى أن انطفأت شعلته…..
رحم الله والدي/ معلمي
رحم الله اخي / سندي
رحم الله موتانا و موتاكم جميعا

سمية نخشى 06\11\2021

اترك رد

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

Breaking News

We use cookies to personalize content and ads , to provide social media features and to analyze our traffic...Learn More

Accept

اكتشاف المزيد من أخبار قصراوة العالم

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading