ذة : سمية نخشى
و نحن صغارا ، كانت شهادتي ، عند أي نزاع طفولي بين أخي ( فقيدي) و أقرانه ، من أصدقائه أو أقاربه ، ضده عند والدنا ، فكنت اتحامل عليه ، و ذلك بتأثير الشغب و المشاكسات اليومية التي كنا ننخرط فيها ضد بعض.
لاحظ والدي الأمر و قلق لذلك ، فبادرني أحد الأيام و قبل أن أكمل شهادتي بالحديث الشريف الصحيح عن انس رضي الله عنه ” انصر أخاك ظالما أو مظلوما “.
لا أعرف بالضبط و إلى اليوم سر تاثري البالغ به يومها على صغر سني آنذاك ، ، فقد نزل علي كالصاعقة ينبهني لخطأ كدت اتعود على ارتكابه في حق أخي الاصغر مني سنا.
ترسخ الحديث في وجداني و استوطن اعماقي ليصبح إحدى القواعد الأساسية لحياتي .
والدي لم يكن متعصبا ، و لم تكن له أي خلفيات لعصبية قبلية روج لها و استمات لأجلها العرب ، من قبيل :” انا و اخي على ابن عمي و انا واخي و ابن عمي على الغريب ” و لا حاملا لأي تعصب عرقي، ديني أو إثني ….بل كان متسامحا بشكل يليق بالتربية الدينية المعتدلة التي نشأ عليها ، هو و أبناء جيله ، موضوعيا في مواقفه و أحكامه بما يتناسب مع تكوينه القانوني كما كان ملما بالتفسير الصحيح للحديث الشريف الذي يدعو لنصرة الأخ ، إن مظلوما فبشد عضده ، و إن ظالما فبصده عن غيه ، و ذلك في سياق رصيده الفقهي .
رغبة والدنا في غرس قيم الأخوة بيننا ، جعلته يشهر في وجهي الحديث الشريف الذي ما نسيته بعد ذلك أبدا و الذي وطد أواصر العلاقة بيني و بين أخي، فكنت دائما إلى جانبه وكان أبدا نصيرا لي…..إلى أن انطفأت شعلته…..
رحم الله والدي/ معلمي
رحم الله اخي / سندي
رحم الله موتانا و موتاكم جميعا
سمية نخشى 06\11\2021