
——- الدكتور محمد عز الدين البدوي —–
ألا يكفينا ما حل بنا من فاجعة الحوز وما خلف الزلزال من أضرار بأبناء وطني.
أولا يكفينا ما حل بنا من فاجعة فيضانات طاطا والتي ليست عنا ببعيدة.
أولا يقتلنا الأسى والأسف على ما نزل بفلذات أكبادنا قبل أسبوعين في الفنيدق وهم في عمر الزهور يقبلون على الموت عند سياج الحدود هروبا من هذا الوطن!!!
ترى ماذنب أصحاب البذلة البيضاء ؟ وهم يجوبون شوارع الرباط وطنجة والدار البيضاء ، يطالبون ببعض من حقوقهم؟.
هل يكون مصيرهم ونصيبهم ما أصاب إخوانهم في تطوان والفنيدق من نكد ونحس ؟
هل تكون العصا الغليظة والهراوات هي الوسيلة الوحيدة والأسلوب الأوحد لكل من سولت له نفسه الاحتجاج في هذا الوطن المغبون؟
إنه الطبيب وإنها الطبيبة أيها العالم، إنهم مستقبل هذا الوطن وهم حاملوا مشعل الرقي والتقدم والازدهار، أهكذا يكون جزاءهم جزاء وفاقا؟
أليس فينا رجل رشيد؟
نعنف الطبيب ، ونهشم جمجمة المعلم ونسحل الممرض ونهين الطالب !!!
أليس فينا غيرة على أبناء الوطن ؟ الذين يفكرون وبدون تردد في مغادرة تراب هذا الوطن، بحثا عن الكرامة والحرية والعدالة الاجتماعية.
ترى ما دهانا ؟ وما الذي شغلنا عن المصائب التي نتخبط فيها وعن مرارة الفواجع التي ألمت بنا؟
وهل سنفرح في يوم من الأيام بطبيب يداوي جراحنا وينقد موتانا حبا في وطنه وحرصا على مصلحة بلده؟ لست أدري ما يدور في خلد هؤلاء الذين أصابتهم لوثة العنف المخزني، هل تراهم يختارون العيش في حضن وطن أهانهم وحط من كرامتهم أم هم يفضلون النزوح لأرض فيها الكرامة والحرية والعدالة والعيش الكريم؟
ما الذي شغلنا عن قضايا التعليم والصحة؟
هل شغلنا المونديال وكرة القدم، وهدر المال العام في بناء وتشييد أكبر الملاعب وأعظمها؟
هل شغلتنا المهرجانات في أرجاء المعمور تتغنى بانتصارات وإنجازات هذا الوطن؟
ألسنا في حاجة لهذا المال الذي ينفق بسخاء إكراما لكل تافه وسخيف وكل ناعق ومارق ونحن نرزح في ويلات الفقر والبطالة وغلاء الأسعار ومقبلون على سنوات عجاف كتلك التي وصفها يوسف الصديق .
هل كتب علينا أن ينصب علينا ويسوسنا بعض من حار المغاربة فيهم وعجبوا من سفاهتهم ، اكثير منهم متهم بجرائم تبذير المال العام منهم من في سجون الوطن ومنهم من ينتظره ذلك !!!
يا شرفاء هذا الوطن يا أيها الفضلاء أوقفوا هذا النزيف ، الوطن أمانة في أعناقنا .
وختاما أجدني أقف عاجزا لا أملك إلا هذه الكلمات وبعض هذه المشاعر أقاسمها معكم على إيقاع أغنية:
أولي أولي أولي راحنا كرهنا و ملينا
أولي أولي أولي راحنا كرهنا و ملينا
هادي بلاد الحكرة
ودموعنا فيها سالو
العيشة فيها مرة
ما كدبوش لي قالو
قتلونا بالهضرة
ما شفنا فيها والو
قتلونا بالهضرة
ما شفنا فيها والو
فماوازين شاكيرا
راها دات مليااار
حناا طلبناها صغيرة
كويتونا بالأسعار
بربي مافيا كبييراا
كولشي ولى شفاار
بربي مافيا كبييراا
كولشي ولى شفاار
بين الحوام شعبية
فقراء عاملين فيلا
شمعة تضوي عليا
و الماء غير من سبيلة
هووما يضحكو عليااا
بفلوسي شاريين فيلا
هووما يضحكو عليااا
بفلوسي شاريين فيلا
أولي أولي أولي واه يا بابور ساريناا
أولي أولي أولي من هااذ البلاد هنينا
وإنه لجهاد لأنواع الفساد ولمظاهر الاستبداد