“من غرفتي”(20).

30 يونيو 2024

خليل القدميري
بحثت عن مكامن الداء في نبضك فما عثرت سوى على وهم دائم التنكر في جثة محنطة، أجمل ما فيها تكشيرة الموت وشظايا طقوس بائدة، تقاوم الفناء منذ آلاف السنين.
وجدتك مدينة غارقة في الاستماع إلى ترانيم أسطورة أبدية، بلا حزام ولا أحلام ولا أوهام إنسانية. يعجز كل من فيك على التعبير، وكلما حاولوا ذلك تعوزهم الأساليب والكلمات والاستعارات…، وهم في ظلام الليل ساهمون، عيونهم عمياء وقلوبهم صماء وعقولهم جوفاء.
وجدتك مدينة جامدة فاترة بلا روح، تدينين بعظمتك لدائك العضال وآلامك المتنوعة والعديدة، والغريب أنك استأنست بآلامك وأوجاعك إلى أن أصابك تهيُّج عقلي، شبيه بالعبقرية.
فرسانك أشباح لا تخرج إلا ليلاً، ولا تتحرك إلا في الظلام، تتعبد في محراب الوهم، وتسبح في ضباب الرؤى وسراديب اللاوعي الباردة.
بارت أسوارك، وخرست أجراسك، وما فضل من ذاكرتك سوى أكوام من رماد، وعناكب عملاقة تتسلق أغصان الأشجار وأعمدة المباني وحيتان تتمرغ في نهر نضب معينه وكسته طحالب متوحشة وطفيليات مارقة.

اترك رد

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

Breaking News

We use cookies to personalize content and ads , to provide social media features and to analyze our traffic...Learn More

Accept

اكتشاف المزيد من أخبار قصراوة العالم

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading