الشامخة …(01)

7 يونيو 2024

ذ. ادريس حيدر

كان اليوم ربيعيا ، حيث النسائم العليلة كانت تهب بين الفينة و الأخرى ، مداعبة وجدان البشر ، كما أن الجو كان معتدلا ، في حين أن عطر الورود و الزهور كان يفوح و يزكي كل الأرجاء .
و في يوم معين لا أتذكر تاريخه ، وقفتُ على القنطرة الصغيرة المؤدية إلى حي العروبة (Bario) ، الذي كانت أسرتي تسكنه و القريبة من الثانوية المحمدية ، في انتظاري لحافلة التلفزة الإسبانية (TVE) ، التي كانت تحمل التقنيين و المخرج و كذا الأديب و المفكر العالمي : ” خوان غوايتيسولو” ، العاشق للمغرب ، بحيث كان يقيم في مدينة ” مراكش” كل نصف سنة و الباقي في مدينة ” باريس” . و هو الذي رافع عن مروثها اللامادي أمام ” اليونسكو” من أجل اعتماد ساحة :” جامع ألفنا” تراثا عالميا .
كان هذا الرجل الاستثنائي ، يُعِدُّ للتلفزيون الإسباني برنامجا جيدا و مفيدا ، اختار له إسم ” القبلة” Al kibla » مع ما يحمله هذا العنوان من دلالات و معاني جد قوية ، خاصة و أنه كان مفتونا بالحضارة الإسلامية .
و كان موضوع الحلقة ، هو مدى التأثير القائم و المتبادل مابين الإسبان المقيمين في البلاد الإسلامية و هذه الأخيرة .
و كان يُعٍِدُّ قراءات رفيعة على هامش شهاداتهم حول تلاقح الحضارتين من خلال تجاربهم الخاصة و الإنسانية على وجه التحديد ، بمعنى آخر ماذا نقل الإسباني من قيم غربية فضلى للمجتمع المسلم ، و ماهي تأثيرات الموروث و القيم الإسلامية على الإسباني المقيم في البلاد العربية / الإسلامية ؟ .
لذلك كانت رحلته و من معه في اتجاه منزلنا بالحي الشعبي المذكور أعلاه من أجل محاورة المرحومة :” أمي ” من أجل نقل شهادتها و تقييمها حول موضوع الحلقة الجد هام .

يتبع…

اترك رد

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

الاخبار العاجلة

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق

اكتشاف المزيد من أخبار قصراوة العالم

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading