الخليل القدميري
كانت خربشاتي في الصغر طلاسم فاقدة للمعنى ولمسات هائمة لا رابط يربطها ولا قائد يقودها. كانت خربشاتي نشاطا ذهنيا يفتقد إلى مقومات معرفية وحلية تزيينية يعوزها تناغم الألوان والأشكال.
كانت ابتسامة أمي، حين أعرض عليها خربشاتي، هي البوصلة التي ترشدني، وتذكي حماسي لتجديد المحاولة والاستمرار في البحث عن المعنى وإخراج الشيء من لاشيء.
أنا مدين لابتسامة أمي التي منحتني القدرة على الاستمرار في دروب الحفر في سراديب المعنى ودهاليز الرموز، علني أعثر على ما يمكنني من إشباع نهمي في التعبير عما يجيش به الخاطر من هموم وأوهام وكوابيس…