5- البطل ذو الألف وجه في رواية بابل_زهرة_الحياة الأساطير واحدة في كل مكان

4 سبتمبر 2023

زكرياء الساحلي
حينما انتابتني رغبة الكتابة لم أفكر، أبدا، في الكتابة في الصنف الروائي، كنت فقط أحاول تجميع المعلومات التي حصلت عليها في شبه دارسة مقارنة تحت عنوان “الدين والسحر والثقافة الإنسانية المشتركة” معتمدا على مبدأ الحياد أثناء سبر أغوار الديانات (السماوية والأرضية) والتيارات الروحانية التي ترافقها بما في ذلك العوالم السحرية والعجائبية، وهي زاوية معالجة مكنتني من عدم السقوط في النظرة النمطية المعتمدة وعلى أنني محق والٱخر في ضلال.
وخلال تجولي بين هذه المعتقدات الدينية والأساطير الشعبية لاحظت أن هناك قصصا متشابهة نشأت في فترة متزامنة عند حضارات بعيدة لا يوجد بينها أي اتصال، وجدت مثلا لقصة عايشة قنديشة شبها كبيرا بقصة modor الاسكندنافية، وجدت تشابها بين الأساطير المصرية القديمة مع نظيرتها الهندية، ووجدت كذلك ترابطا بين مفاهيم الصوفية الاسلامية واليهودية مع الهندية، وحتى في العوالم الروحانية وجدت مثلا السحر الافريقي متطابقا مع نظيره اللاتيني والصيني مع اختلافات بسيطة لكن الجوهر واحد.
استنتاجي البسيط هذا وجدته أكثر تعمقا عند الكاتب الأمريكي “جوزيف كامبل” المتخصص في الميثولوجيا المقارنة وعلم الأديان في كتابه #البطلذوالألف وجه الذي اعتبر أن هذه المرويات المنتشرة في العالم عبر آلاف السنين تؤكد الوجدان الجماعي ووحدة التجربة الروحية عند الإنسان، فهو واحد في كل مكان، بطل واحد له حكاية واحدة لكن لها ألف وجه.
فبوذا وموسى والمسيح وهرقل وأخيل وغيرهم .. كلهم أبطال مروا من نفس الرحلة التي فصل مراحلها جوزيف كامبل.
اختر أي بطل في التاريخ القديم أو المعاصر ستجده يمر من نفس المراحل.
افترض كامبل أن البطل في كل قصة يخوض رحلة بطولية تنطلق من الوضع الراهن ثم يعود إليه، لكن المهمة تتم في عالم مميز غير اعتيادي.
الوضع الراهن: هنا تبدأ القصة
المرحلة الأولى: نداء المغامرة
البطل تأتيه رسالة غامضة دعوة للدخول في المغامرة والعبور للمجهول.
المرحلة الثانية: رفض النداء
البطل يرفض النداء بسب إحساسه بالخوف أو الإجبار أو نقص الثقة بالنفس.
المرحلة الثالثة: المساعدة الفائقة
يحتاج البطل إلى من يساعده غالبا من شخص حكيم أو كبير في السن.
المرحلة الرابعة: رحيل البطل
يتخطى عالمه العادي الآمن ويدخل عالم المغامرة المميز.
المرحلة الخامسة: المقابلة مع المرأة الفاتنة
حيث يقابل البطل عند هذه النقطة شخص يحبه بصورة غير مشروطة، وهي خطوة مهمة أثناء الرحلة
المرحلة السادسة: التجارب
يحل البطل الألغاز يقتل الوحوش.
المرحلة السابعة: الاغتراب
قد جاء وقت مواجهة أكبر محنة وأسوء مخاوف البطل.
المرحلة الثامنة: الأزمة
أصعب مرحلة للبطل، فقد يواجه الموت أو قد يموت ويحيى مرة أخرى أكثر قوة.
المرحلة التاسعة: الكنز
كنتيجة البطل يحصل على كنز أو تقدير مميز أو قوة خارقة.
المرحلة العاشرة: الوحوش تهاجم من جديد
لا تستسلم الوحوش للبطل بسهولة بل تتبعه حتى باب الخروج من ذاك العالم.
المرحلة الحادية عشر: العودة
بعد كل هذه المغامرة يعود البطل إلى عالمه العادي من جديد.
المرحلة الثانية عشر: تغير شخصية البطل
هذه المهمة غيرت الكثير من شخصية البطل.
المرحلة الثالثة عشر: حل الأزمات
حل جميع العقد في هذه القصة
المرحلة الرابعة عشر: الوضع الراهن
العيش في العالم العادي لكن في مستوى أعلى وأحسن تحقق فيه التوازن بين الروح والجسد وتتحرر من الخوف من الموت.
فهل رواية بابل زهرة الحياة ذهبت في نفس مسار رحلة البطل عند كامبل؟
جواب هذا السؤال متروك للذين قرأوا الرواية.
وفي الأخير أود أن أقول بأن هناك قصصا كثيرة تمشي على هذا النظام، إذن ما هو المشترك بينك وبين قصص الأبطال العالميين؟ أنت إنسان مثلهم بالضبط وأسطورة البطل كامنة فيك، اذا سمعت نداء المغامرة، انطلق لتحصل على كنزك وتتغلب على مخاوفك.
قال جوزف كامبل “the cave you fear to enter holds the treasure you seek” في الكهف الذي تخاف أن تدخله ستجد الكنز الذي تبحث عنه.

اترك رد

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

الاخبار العاجلة

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق

اكتشاف المزيد من أخبار قصراوة العالم

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading