خطاب الجدية في مغرب النية والتنمية

30 يوليو 2023

د.خليل اللواح – أستاذ جامعي :

يشكل خطاب اليوم لجلالة الملك نصره الله و أيده، خطاب التتويج و تثمين المنجزات و الاعتراف بنوعية النتائج، بعد خطاب التأسيس للمفهوم الجديد لممارسة السلطة، و توالي سلسلة من خطابات البناء و التثبيت و الإصلاح و تحيين الإصلاح و إسداء النصح و توجيه التعليمات السامية.
خطاب اليوم ليس إلا جملا معبرة ذات دلالة، تحمل في ثناياها دروسا و عبرا، تقدم وصفات للعلاج و معاني للأمل و زرع الثقة و توطيد العزائم و إحياء الأواصر و بناء الذات و الفرد و الأسرة و العائلة و الدولة الأمة على أسس صلبة تستحضر عبق التاريخ و الماضي الحافل بالأمجاد.
أثار خطاب جلالة الملك مفهوم الجدية؛ و هو مبدأ أصيل في طبائع المغاربة، أهل العلم و الدين و التحدي في بناء المعجزات. إنه مفهوم ديني بتداعياته الإيجابية على البناء الصحيح للمجتمع و الدولة.
إن مفهوم الجدية يتقاطع مع مفهوم النية في تمييز الذات المغربية الأبية الصادقة الحاملة لقيم الوفاء و حب العمل و التفاني في خدمة الوطن.
إنه خطاب المبادئ، بل المداخل التي استطاعت أن تجعل من المغرب بلدا رائعا.
كانت 24 سنة بعد اعتلاء جلالة الملك العرش،كافية لتربع المغرب مكانة تليق به كقوة إقليمية، تؤثر في محيطها القريب و البعيد بمنطق الندية و وضع مغرب اليوم ليس كمغرب الأمس؛مغرب اليوم,هو مغرب الإنجازات باعتراف الأعداء قبل الأصدقاء، مغرب الصناعة الهيدروجينية و الطاقات البديلة، مغرب الرياضة و النبوغ الفكري و الثقافي، مغرب الوساطة بين الأمم و الدفاع عن قضايا الحق و أصحاب الحق، مغرب اليد الممدودة للجيران لبناء حلم استارتيجي كفيل بالسفر بالمنطقة نحو تكتل محقق للأمن في مختلف تجلياته، (الامن الغذائي، الأمن الطاقي….).
لا شيء يعلو عن الجدية لبلوغ مغرب التنمية، لا شيء يعلو عن النية لتحقيق أهداف مسجلة بمداد من مشاعر حب الوطن و الخير للوطن، لا شيء يعلو عن نكران الذات المغربية لبناء حقيقي للوحدة الوطنية بعيدا عن الأطاريح المتهالكة،الحاملة لأفكار مغلوطة عن تاريخ المغرب، انتعشت في سياق سابق عفى الزمن عليه و أصيب بمرض عضال لم ينفع معه سوى العلاجات الدبلوماسية و القنصلية، التي أعدمت كل حلم زائف.

اترك رد

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

الاخبار العاجلة

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق

اكتشاف المزيد من أخبار قصراوة العالم

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading