أمينة بنونة
إشراقات ثقافي
محمد الخمار الكنوني في الذاكرة
إعداد وتنسيق الأستاذ محمد العربي العسري
وصية المجذوب
ذ. أحمد الطود
ليست هذه مرثية، ، ولكنها قصيدة ما كانت لتكتب لولا وفاة الشاعر محمد الخمار الكنوني
من ديوان: “حنظليات.”
أيها الناسُ..
أنا الصوْتُ الذي كنتمُ قديما تسْمعونهُ
إنّما هل تفهمونٓه؟
جئتُكم..
ها هُو وجْهي
فاقرؤوا فيه غضونَهُ
مثلها اقرأُ في أوجهكم بؤس المدينه
هل عرفتُم ما الّذي يجعلُ شِعري
غضباً
يطمَحُ أن يمحَقَ أشرار المدينه؟
ليسَ عندي سيفُ سلطانِ..
أنا سلطانُ نفسي
حاولوا أن تعرفوني
جوهري طهْرٌ..
وأسمالي احتجاج
ضدّ ما يظهرُ من عوراتكُم
فيكم دفينَه
لو رأيتم نورها الوهاجَ يوماً
لكرهتمْ وطأة الذُّل على هاماتِكُم
وهدٓمتم
صنَمَ الرُّعب الذي من ألف عام
تعبدُونه
أنا مجذوبٌ إلى الحبِّ..
لماذا تختقونه
قبل أن تعبق فيكم
من شذاه ياسمينه؟
ولماذا قلبُكم صار وعاءً
لسموم وضغينَة؟
أنا مجذوبٌ إلى الشِّعر الذي لا تقرؤونه
هل يكون المرء إنسانا بلا شِعر؟ ..
لماذا كلّٓما أزهر بستان من الأشعار..
كسَرتم غُصُونه؟
حاولوا أن تفهموني
أنا مجذوبٌ إلى النّور الّذي..
لا تبصرونه
جئتكم يا مَكمَن الأسرار.. –
كي أكشف عن لؤلؤة..
ولماذا حينها ينبُغُ فيكم
شاعر تضطهدونه
ومن الخلف بكيدٍ تطعَنونه؟
فإذا مات دفتتم
شعره في قبره
وتفرغتم لعاهات لعينه
أيّها الشاعرُ فاصدَع
بالذي يُلهب في صدرك موسيقى حزِينه
لا تّهادن
وليَكن صوتُك إنكاراً لضوضاءِ السكينه
امش بين الناس..
طهِّرهم بنار الشٌِعر..
فالشاعرُ من فَجٌَرَ في النّاس جنونه
كن عليهم شاهداً بالحق…
علِّمهم بأن الله لا يغفر للإنسان..
أن يحيا ذليلاً في العُفونَه
كن نبيا..
لا تبعْ صوتك..
لا تركع لغير الله يوماً
واضفع السُّلطة بالرّفض..
فها السلطة إلا
كل من قد باعَ للشّيطان دينه.
(ص.284/285)