من تقديم أمينة بنونة
محمد الخمار الكنوني في الذاكرة
إعداد وتنسيق الأستاذ محمد العربي العسري
شاعر هسبريس
المرحوم محمد عفيف العرائشي
ما شـاء في ملكـه الرحمـن يفعلـه سبحانك الله فيـا أنـت تصنـعـه
من فيض جودك هـذا الخلـق معتمـر واع بأنـك في يـوم سـتـرجـعـه
تحيـا الـرواد كا الأقمـار ساطعـة تلقـي سنـاها، من الأعلى تضـوعـه
حتـى إذا رحلـت تبـقى أشعتها وهـجـا ونـورا مدى الأيـام مطلعـه
مـا للفقيـد أبـى إلا مــفـــــــــارقه؟ لم يستشـــر معرما منـا ليمنعـه
مضـت قصائـده العصماء إذ علمت بالرزء ظلا وأظـلالا تشيعـه
الزهــر حـزنا تخلـى عـن أرائـجـه والـورد في كمه الأشـواك تولعـه
بدت على دوحها الأطيـار نـائـحـة تشـكو إلى الروض مأساة تروعــه
قد عاش والحسـن مـهـمـاز يؤرقـه من مجتنى رضـه قـد كـان مـرضعه
كم هدهــد العشق في أحضـان فاتنة كـم ذا تـــأوه والأشعـار أدمعـه
كـم داعب الحب والأشـواق دافقة كم لملم السحـر مـوصـولا يرصعه
ثم اكتوى بمآسى الناس فارتسمت في نهجـه والخطى ما بات يلسـعه
إذ سخر الأحـرف البتراء رافضـة زيف النضال الذي قد غيض خشعه
مـا كـان لليأس في محرابه طمع الفكر والعلم والأخـلاق مطمعـه
“حتى قضى الله أمرا لا مـرد له” فانقـاد والرحمة الرحمـاء توسعـه
(ص.277)
– ألقيت هذه القصيدة في الذكرى الأربعينية لوفاة الشاعر الكبير محمد الخيار الكنوني في حفله التأبيني
بمدينة القصر الكبير.