
.- عبد المالك العسري :
…ادعوكم لمتابعة هذه السلسلة ،نص أدبي “للدكتور عثمان المنصوري “والدخول إلى أغواره وكشف معاني الجمال وموضع الإبداع فيه ، قصة تنشر لأول مرة عبر حلقات
” “البيتو ”
د :عثمان المنصوري – الحلقة 16 -الأخيرة
ملاحظة: كل تشابه بين شخصيات هذه القصة وأحداثها مع شخصيات وأحداث واقعية هو تشابه مقصود
وأضاف قائلا: إن قانون اللعبة ليس قرآنا منزلا، وأنه مع معاونيه، فكروا مليا في الأمر، ووضعوا خطة احتياطية، وأن الاحتمالات التي درسوها. أخبرناه أن الناس لن يتقبلوا هذا الحل، فأجاب بأنه فكر في كل شيء. ونشر ورقة شروط المسابقة على الطاولة، وطلب من معاونه أن يكتب في حيز قبيل السطر الأخير شرطا إضافيا وهو: في حالة عجز الطرفين عن الحصول على النقطة الحاسمة في خمس مرات متتالية، يعتبر اللقاء تعادلا. وقال لنا، ها قدد حللنا مشكلة القانون. أما بالنسبة للجائزة، والتفت إلى الشريف والروبيو، فسندفع لكل منكما نفس مبلغ الجائزة الأولى. وتلافيا لإحراج اللجنة فسأقوم بنفسي بالإعلان عن الخبر الذي سيخمد نار الفتنة قبل اشتعالها.
وهكذا خرج الباشا، ومعه اللاعبان، وأمر معاونه بأن يقرأ البند المضاف، وعقب على قراءته قائلا: إنه بالرجوع إلى شروط المسابقة، تبين أن المباراة الحاسمة انتهت بالتعادل، وأنه خصصت نفس الجائزة لكل واحد من اللاعبين، وتقدم اللاعبان لتسلم الجائزة النقدية، وبعض الجوائز الأخرى المقدمة لهما من أنصارهما في المدينتين، وبذلك انتهى الاحتفال.
هل اقتنع الناس بما حدث؟ في الغالب لا، فقد ظل الناس في المدينتين يتناقلون خبر هذه البطولة الأولى والأخيرة ، ويفسرون ما حدث تفسيرات مختلفة. وقد شاع لفترة بين سكان المدينتين، وبروايتين مختلفتين، أن الروبيو أو الشريف، حين أفرج قليلا عن البرميل، تراءى له البيتو يطل متشوفا ومتشوقا إلى الخروج، فنظر إلى صاحبه، وهان عليه ان يخيب آماله، وأقفل البرميل على النرد، ثم التفت إلى الباشا، وهمس إليه بأنه يرغب في التعادل. وقد رحب هذا الأخير بالفكرة ولذلك أمر بإيقاف اللعب من أجل الاستراحة. لا أحد كان من مصلحته أن يكذب هذه الشائعة، ولكنها ساهمت في تقبل ما لا يتقبل. لقد أظهر الباشا أن بإمكان رجال السلطة صنع المعجزات، ودخل كتابَ غينيتس كأول رجل في العالم ينهي مباراة في البارتشي بالتعادل.