الحاج محمد السيمو وانتفاضة البطاطا

2 أبريل 2023

د. محمد عز الدين البدوي

أحيانا يخرج المرء عن المألوف، وبلغة العصر صناعة ( البوز).
وأنا أطرق هذا الموضوع أخاف أن أسقط في فخ المطبلين والمتملقين للسيد الرئيس ، خصوصا وأن الموضوع الذي فتحه السيد الرئيس مشكورا ؛ هو موضوع له راهنيته ، وله جاذبيته، ومرة أخرى أستأذن المناضلين الغيورين على البلد ، والذين يحبون الخير لهذا الوطن ، أن أشارك في هذا الموضوع ، وبصفتي من المواطنين الذين يبحثون عن الحقيقة لتنوير الرأي العام المحلي أو الوطني وحتى الدولي .
أطرح هذا السؤال الذي تجرأ السيد الرئيس المحترم ، وطرحه بكل جرأة ، وها أنا ذا اليوم أعيد طرحه بنفس الطريق التي طرحها الحاج، رغم أن الفرق بيني وبين الحاج قد تكمن في حصوله على المعلومة ، فبحكم تجربته السياسية ، وبحكم انتمائه للحزب الحاكم ، وأيضا بحكم علاقاته التي تتجاوز كل الحدود، فالرجل إذا تكلم، تكلم عن علم وتجربة واذا استنكر ، استنكر عن علم ، وإذا احتج احتج عن علم.
بعد هذه التوطئة الضرورية لا بد من تحرير محل النزاع وتقديم القضية كما هي .
“البطاطا يبيعها الفلاح بثلاثة دراهم ، فكيف يصل ثمنها للمواطن الغلبان، بعشرة دراهم؟ ”
هكذا صرح الحاج السيمو أن هذا الأمر يعني زيادة تجاوزت230٪ من ثمنها الأصلي ، هذا حرام هكذا استنكر : ( هاد الشي حرام ، وكلشي ساكت ، المنتخبون ، وسلطات الدولة ، كلشي كيتفرج، كلشي كيشوف والمواطن كيتفرج ، هاذ الشي حرام ، لا يمكن السكوت على هاذ الشي …..كنادي على السيد وزير الداخلية والسيد وزير الفلاحة والسيد رئيس الحكومة باش يدخلو وخصنا قانون يتوضع في أقرب وقت ، باش نديرو قطيعة مع السيبة ، ره السيبة آعباد الله ، السيبة آعباد الله…. رهاذ المضاربين دايرين السيبة!!!!! البطاطا كتباع ستة أو سبعة ديل المرات……..) وكذلك الطماطم والبصل والجزر والفلفل وهلم جرا…..
ولمن أراد الاطلاع على الفيديو يمكنه ذلك حيث نشره موقع: (بيلبريس بتاريخ 28 مارس 2023،www.belpress.com).

وفي قراءة سريعة للمعجم الذي استعمله السيد الرئيس في استنكاره واحتجاجه : هاذ الشي حرام …. السيبة آعباد الله ….كلشي ساكت ….وزارات الداخلية والفلاحة ومؤسسة رئاسة الحكومة…..المواطن مسكين…… المضاربين ……اللهم إن هذا منكر!!!!
في الحقيقة كانت مداخلة السيد البرلماني الحاج السيمو ومرافعته موفقة ، وضع يده على مكمن الداء وصرح بحقيقة مايقع في الوطن ، وبعبارات واضحة ومعبرة وبأسلوبه الخاص والفريد في الاحتجاج ، ويكتب له أنه كان موفقا في اختيار الموضوع ، و في اختيار الزمان ، وكان موفقا أيضا في اختيار الجهات التي توجه لها للتدخل السريع والقوي ، للتصدي لهذه الظاهرة ، ويقصد المضاربة في المواد التي يتضاعف ثمنها ويتضاعف بأكثر من ضعفين من ثمنها كما حصل مع المثال الذي استدل به وكان موفقا أيضا في اختياره . ومثل بالبطاطس التي تباع فقط بثلاثة دراهم من الفلاح لكن ثمنها يصل إلى أكثر من عشرة دراهم حيث يشتريها المواطن الضعيف المقهور المغلوب على أمره .
وقياسا على ما قال السيد الرئيس وصرح به واحتج ضده فإننا نشتري المواد أضعافا مضاعفة عن ثمنها الأصلي وهذا حرام، وهذه هي السيبة، وكلشي كيتفرج هذا كلام السيد الرئيس ، ولأن السيد البرلماني احتج بقوة وكان صادقا ، في خرجته هاته ، فقد تأثرت بكلامه وأعلن ضم صوتي لصوته، أزكي ما يقول جملة وتفصيلا ، حتى أخرج من جملة ( كلشي ساكت) التي استنكرها الرجل وبقوة منقطعة النظير .
وكم كنت أنتظر أن يدعو الحاج محمد السيمو لمسيرة احتجاجية ، يسميها “انتفاضة البطاطا ” وكنت سأكون من الأوائل المشاركين في هذا الشكل الاحتجاجي السلمي الرائد والمتميز وغير المسبوق، كنت سأكون في بداية المسيرة، ولربما كنت سأتولى بنفسي رفع الشعارات :
– هذا عيب هذا عار والمواطن في خطر
– كيف تعيش يا مسكين والمعيشة دارت جنحين
– والمسؤول مالك مخلوع والاحتجاج حق مشروع.
-اللي حاكمين مافيا شعلوا فينا العافية -زادونا في الماء والضو والعداو والعداو بغاو يخرجونا نسعاو
– غير بيت وكوزينة المعيشة غالية علينا
– زيرو الحكومة المغربية زيرو باعو وشراو فالقضية
كان شكلا احتجاجيا راقيا قاده الحاج محمد السيمو، وتولى بنفسه قراءة البيان الختامي ، تفاعل الجميع مع كلمة الحاج، وخاصة أنها كلمة صادقة وصرخة في وجوه الفساد ، هذه المرة ملك نفسه أو قل : تمالك نفسه ، ولأن الموقف ليس موقف الفرح والسرور، بل هو موقف الحزن لم يرم بطربوشه ، بل بقي محافظا على هيبته ووقاره .
هكذا كنت عشت مع الحاج السيمو في خيالي، صفقت له بحرارة ، حتى ولو كان هذا الأمر لا يرضي بعض أصدقائي الذين أخاف أن ينعتوني بالمرتزق أو الطبال ، أو الكفتاوي…..أو المرتد، غفر الله لكم “الحكمة ضالة المؤمن أنى وجدها فهو أحق الناس بها ”
أجيب أصدقائي : مالعيب في خروجي مع الحاج؟
الرجل يندد بالفساد ، وأنا أوافقه، خرج يستنكر السيبة ، فتظاهرت معه ، خرج يفضح المضاربين المجرمين الذين رفعوا سعر البطاطا من ثلاثة دراهم إلى عشرة دراهم فكيف لا أكون معه.
قلت في خيالي : ترى هل سيستضيف هذه المرة الرمضاني الحاج السيمو في موضوع البطاطا كما استضافه في موضوع البيصار وأشرف حكيمي؟
ليته يفعل وسأكون من المتابعين، ولأن الرمضاني من النبهاء لاشك أنه سيسأله عن موضوع المحروقات قياسا على البطاطا ، وهل سيجيب السيد الرئيس؟ وهل يستطيع السائل أن يسأل ويستفهم حتى؟ أم تراه يقول: وما المسؤول بأعلم من السائل.
وماذا لو زاد حماس السيد الرئيس وطرح القضية في البرلمان وفي حضور رئيس الحكومة؟ وصفق له الجميع.
وختاما تحية نضالية عالية للحاج السيمو ، تحية الصمود والعزة والكرامة لشرفاء هذا الوطن، والخزي والذل والعار للخانعين والمستكبرين .

اترك رد

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

الاخبار العاجلة

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق

اكتشاف المزيد من أخبار قصراوة العالم

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading