ذ . عبد المالك العسري
…..ادعوكم لمتابعة هذه السلسلة ،نص أدبي “للدكتور عثمان المنصوري “والدخول إلى أغواره وكشف معاني الجمال وموضع الإبداع فيه ، قصة تنشر لأول مرة عبر حلقات
” “البيتو “
د :عثمان المنصوري – الحلقة 10
ملاحظة: كل تشابه بين شخصيات هذه القصة وأحداثها مع شخصيات وأحداث واقعية هو تشابه مقصود
وصل اللاعبان، قبل الموعد بقليل، وتناولا بعض المشروبات. وقبل انطلاق المباراة الأولى، تناول الكلمة أحد المقرئين بالمدينة الذي تلا على مسامع الحاضرين آيات من الذكر الحكيم، وبعدها ألقى أحد شيوخ المدينة الأجلاء كلمة رحب فيها بضيوف المدينة، وذكر بالعلاقات الطيبة التي تجمع بين سكان المدينتين، والتي تصل إلى القرابة والمصاهرة بين العديد من عائلاتهما، كما ذكر بكفاحهما المشترك ضد الاستعمار، وحث اللاعبين على التنافس الشريف، لأن المنتصر في الأخير هو الروح الرياضية. ويظهر أن كلمته لم تأت من فراغ، لأن بعض المسؤولين في المدينة لاحظوا بعض الاحتقان والتصعيد الناتج عن توظيف بعض الأحزاب والنقابات والجمعيات لهذه البطولة في سياقات أخرى، غير سياقها الرياضي، وتأجيج الحماس وكأن الأمر يتعلق بمباراة في كرة القدم. ولعلهم استحضروا ما يقع عادة إثر هذه المباريات من أحداث عنف وعداء، تحول الساحات المجاورة للملعب إلى ما يشبه ساحات قتال. وكان هناك أيضا من انتقدوا هذا النوع من المنافسات الذي يحيي الخلافات بين سكان المدينتين.
وقع ارتباك كاد أن يؤخر بداية اللقاء، وذلك حين قام أحد شعراء المدينة الكبار ليلقي قصيدة شعرية طويلة كما يبدو من الصفحات الكثيرة التي كان يمسك بها، ولكن المنظمين تمكنوا بلباقة من أقناعه بأن الوقت لا يسمح بالمزيد، وتعهد مراسل جريدة العلم بأن ينشر القصيدة في ملحقها الأسبوعي، وبذلك انطلقت المباراة الأولى في تمام الساعة الحادية عشرة. وبعد ساعة من الزمن، تمكن خاي احمد الروبيو من الانتصار على الشريف، في عقر داره، مما كان له وقع شديد على أنصاره الذين كانوا يتوقعون منه انتصارا ساحقا، بينما سرت بين العرائشيين همهمة ارتياح، وتهللت أسارير بعضهم، بعد أن عاد الأمل إلى نفوسهم في تحقيق ما عجزوا عنه في العرائش، واستعادوا الثقة في الروبيو وفي قدرته على الفوز بالبطولة. بعد استراحة قصيرة، انطلقت أطوار المباراة الثانية، وكان السجال فيها قويا، وانتهت بصعوبة لصالح الشريف، مما أعاد الأمور إلى نقطة البداية، وزاد من حدة التشويق. وأعلن عن استراحة لتمكين الحاضرين من أداء صلاة الظهر وتناول وجبة الغذاء، حيث أقيمت مأدبة غذاء على شرف المشاركين والضيوف من علية القوم، في إحدى الدور الجميلة بالمدينة. وتم الاتفاق على استئناف اللعب في الساعة الثالثة والنصف.
