أسامة الحنشي
ونحن نحتفل باليوم العالمي للمرأة والذي يتخذ من ثامن مارس موعدا له ..أعتقد أننا نبخس المرأة حقها ..لأن عيدها لايحسب بالأيام ولا الأشهر ولا السنوات ..فعيدها يحسب بعدد نبضات قلب الحياة جمعاء.. بعدد النجوم المشعة في ليلة صافية..فعيدها لايمكن حصره في بوثقة ضيقة من زمنها الواسع الذي لاحدود له..إنها الفرحة نفسها والعيد نفسه..فالمرأة أكثر المواضيع الشائكة المعقدة ..فهي شبكة متداخلة الأطراف يغلب عليها الغموض أحيانا..ويلفها المبهم أحيانا أخرى..ويسيطر عليها الواقع حينا ثالثا.. فعالم المرأة عالم تتداخل أبعاده..وتمتزج ألوانه..وتتفرع دلالاته..فهي أنثى متفردة ومتعددة في آن..هي الغائبة والحاضرة..هي كائن حي ينثرأنماطا من الحياة..تؤمن بالواقع وتوغل في الحلم وتهيم بالخيال..هي عالم كوني..شرطي المرور بين العوالم الأخرى..ملهمة الشاعروأستاذته..هي العفاف والطهر..الغموض والوضوح ..الرهبة والطمأنينة..الغابة الموحشة والحديقة الغناء..القيمة والمقام..الحب والسلام..ثرثرة وندرة كلام ..البحر الهائج ومرفأ الأمان..إنها سيل حنان.
لذلك فالإسلام منحها مكانة مشرفة ونظر إليها نظرة تقدير واعتزاز..بل وكلفها إلى جانب الرجل بمهمة الاستخلاف في الأرض..وجعلها على درجة واحدة مع الرجل في التكريم.
وباعتقادي أرى أن الإنسانية جمعاء رهينة المرأة ..فهي الأصل والمدينة والهوية.. الأرض والقصيدة والحبيبة..الأم والزوجة والوطن ..وجسرالعودة إلى أنفسنا بعد التوهان .
المرأة رسالة محبة ومودة وحنان ..من كوكب آخرللإنسانية.