الإسراء و المعراج و خطبة الجمعة..!

19 فبراير 2023

حميد الجوهري : 

من الخطباء الذين أرتاح لحضور خطبهم، الأستاذ الإمام الخطيب محمد بنكيران، خطيب المسجد الكبير المحادي للمحكمة الابتدائية بالقصر الكبير، ذلك لأن خطبه ذات نفس فكري أكاديمي، يأسرك أثناء الخطبة و بعدها ..
خطبة الجمعة التي مضت، استحضر فيها ذكرى الإسراء و المعراج، هذه الذكرى التي يريد البعض إبعادها عن دائرة الإيمان بالغيب، بالتماس مسالك الخلاف حول موضوع: هل كان الإسراء روحا و جسدا أم روحا فقط؟!!
خطيب الجمعة ذهب لمناقشة دلالات الحدث، المثبت بالنص القرآني القطعي:
“سبحان الذي أسرى بعبده من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى”
الدلالة الأولى: سبحان الله
و هي دلالة على عظمة الله و جلاله، و تنزيهه عن التشبيه و غير ذلك من المفاهيم، و هي دلالة على عظم الحدث المعجز، و هو يميل بذلك بإيمانه ناحية التصديق بهذا الغيب، حيث اعتبر أن الإيمان بالله و بوقوع هذا الحدث، هو جزء من الإيمان بالغيب..
وفي هذا السياق، استحضر الخطيب قصة أبي بكر الصديق مع الحدث، عندما خرج إليه صناديد قريش المكذبين، يقولون له: هل لك إلى صاحبك يزعم أنه أُسري به الليلة إلى بيت المقدس؟ قال: أو قال ذلك؟ قالوا: نعم قال: لئن قال ذلك لقد صدق، قالوا: أو تصدقه أنَّه ذهب الليلة إلى بيت المقدس، وجاء قبل أن يصبح؟ فقال: نعم، إني لأصدقه ما هو أبعد من ذلك، أصدقه في خبر السماء في غدوه أو رواحه…

و قد أعجبني الخطيب في حديثه عن وسيلة النقل التي ذكرت في حادث المعراج، و هي البراق، حيث اعتبر أنها لا تشبه بالتأكيد لأي وسيلة تتبادر للأذهان، لكنها بالتأكيد تنتمي لسنن الله في هذا الكون، و التي أدركنا بعضها في هذا العصر..، كان كل ذلك في وقت قصير معجز
الدلالة الثانية: مقام العبودية
تطرق الخطيب لدلالة ذكر الله عز و جل “بعبده” بدل إسم رسول الله أو صفة من صفاته، ليؤكد أن المقام الأعلى عند الله هو مقام العبودية، و هو الهدف من الخلق كما هو معلوم، و هو دلالة على مدى قرب رسول الله عليه الصلاة و السلام، و دليل ذلك، إمامته للأنبياء، ثم معراجه إلى السماء السابع حتى كان قاب قوسين أو أدنى..
الدلالة الثالثة: ذكرى الإسراء و المعراج ذكرى هوياتية:
أفحمني الإمام بدلالة استحضار الذكريات الدينية، حينما تحدث عن أن جميع الأمم تفتخر بذكرياتها، و تستحضر من خلال ذلك هويتها، و نحن أولى بذلك، و لا ينبغي الاكتفاء بالحديث عن أن هذه الحادثة نتلوها قرآنا كل حين، بل علينا أن نفتخر بحلول زمنها، كحدث عظيم فارق بين الإيمان و ضده..!

 

اترك رد

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

الاخبار العاجلة

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق

اكتشاف المزيد من أخبار قصراوة العالم

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading