ذ : إدريس حيدر
اسمي : عبد العالي الزعري، انا في عقدي السادس و متقاعد.
أدركت منذ طفولتي المبكرة ،أنني اتردد كثيرا في أخذ قراراتي و لا احسم في اختياراتي.
فمثلا ، إذا اختار أصدقائي و رفاقي مسارا معينا ، أوافقهم على التو ،لكن سرعان ما أتراجع عن قراري.
و استمررت على ذاك الحال ،إلى أن بلغت سن المراهقة ،حيث ازداد ترددي في كل ممارساتي ،خاصة في تحصيلي الدراسي و امتحاناتي أو في اختيار نوع التوجه التعليمي الذي أرغب فيه.
و بالتالي انعكست هذه الحالة على نفسيتي ،فأصبحت قلوقا.
علما أنني و من خلال قراءاتي المتواضعة ،أدركت أن التردد سببه الأساسي فقدان الثقة في النفس ،كما أن القلق حالة نفسية ترتبط هي الأخرى بالخوف و عدم الارتياح .
و من المعلوم أن الخوف و القلق صنوان لا يفترقان داخل الدماغ.
غير انني كنت أعتقد أن ثقتي في نفسي قوية ،كما أنني اتوفر على قدر غير يسير من الشجاعة.
و هكذا غصت في عالم الشك و عدم اليقين مع التردد و في نفس الآن مع الرغبة الجامحة في إنجاز كل أعمالي و التزاماتي حالا و بشكل ناجع و ناجح.
أصابني الأرق، و هجر النوم جفوني ،ذلك أنني كنت اقضي الليالي بكاملها و انا افكر و أراجع ما أقدمت على فعله طيلة اليوم .
اقلب صفحاتي اليومية ، و فجأة يتدخل الرقيب الذي يقبع بداخلي و بالضبط في دماغي لمراقبة سلامة أعمالي.
ضعفت شهيتي للأكل و داهم الوهن جسدي و فقدت جزء غير قليل من وزني و تعبت كثيرا .
و بالتالي عدت : لا أنام
يتبع…