حَسُّونُ القَصر – إلى روح الأستاذ الشاعر محمد الخمار الكنوني

4 فبراير 2023

د . محمد الشاوي * 

يَأتي من البلاد البعيدة
مِن كلِّ بقاع الأرض
يحطُّ بديارنا بالقصر الكبير
يُغردُ، يشدُو، يُطربُ
الفؤادَ والوجدان
يُحلَّقُ، يُرفرفُ، ينتفضُ
(بحُمرةٍ وصُفرةٍ،
ببياضٍ ورماديٍّ…)
حرا في أعالي الأشجار..
طليقا في ثنايا الحقول..
(أنا طائر مدينة الأولياء،
الزهرة الفيحاء)
في تضاريسها.. في مرتفعاتها.. في الوادي..
أكونُ أنا
أشربُ من مائه نبعًا زُلاَلاً
أشربُ مثنى، وثلاث، ورباع
وكلّ المرات…
أنا الحسون الذهبي
المهاجر
أنا حسون القصر
المسافر
أنا حسون (اللُّوكُوس)
أحلقُ شمالاً بجبل (صَرْصَر)
خريفا وشتاء
ربيعا وصيفا
فهل تُرى سال ريشك ألوانا مختلطة حنانا؟
فيا قصر كُنْ بالحسون ظلا
صفافا وصنوبرا
من الأغصانِ المُتكسرة
من أشجارِ السَّرْوِ
هذي نباتاتك الشوكية المخضرة
(الممشقة المحزازية،
القصوان،
ازهارك السّنارية،
وثمار التين..
خرشوفك الجبلي…)
فيا طائرا مغردا
كنْ أنتَ الصولجان
وأنثاكَ الإكليل
بسمفونيات الوجود
عشقك النُّبْلُ
وبطلب الحريةِ
ضاق قفصُ الوَجْدِ
ستظل أنغامكَ
خالدة
متجددة
أليستْ في القصر روحكَ؟
لنا في عشاقك
شذوَ المولعين
حباها الله
لكشّاف أسرار شَقْشَقَاتِكَ
فأنتَ الحسون
ولا حسون نعشقه
إلا أنتَ
أطربْ، غنِ، ابتهج
أنتَ الحسون المهاجر
أنتَ حسون (اللُّوكُوس)
أنتَ الذي يُحلَّقُ بنا شمالا.
____________________________
(*) أكاديمي وناقد فني

اترك رد

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

الاخبار العاجلة

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق

اكتشاف المزيد من أخبار قصراوة العالم

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading