إشراقة. وسائل التواصل الاجتماعي.

2 فبراير 2023

ذ . ادريس حيدر

يقينا أن الثورة التكنولوجية التي شهدها العالم في العقود الأخيرة و خاصة على مستوى وسائل التواصل الإجتماعي ، خلقت اوضاعا جديدة على مستويات عدة ( سسيولوجية، ثقافية …الخ ) ، انعكست على حياة البشر .
و أولى تلك التغييرات هي :
– التباعد .
– العزلة .
أجل لقد ابتعد البشر عن بعضه البعض و ذلك بسبب انغماسه كليا في تلك العوالم و انكبابه المذهل على جهاز هاتفه النقال ، مبحرا بين مواقعه : ” الفايسبوك ” ، ” أنستغرام ” ، ” الوات ساب ” …الخ.
و أصبح الكائن البشري يفضل العزلة و مصاحبة جهازه الصغير مستمتعا بسحره الأخاذ.
هذا السلوك اليومي و المستمر ، جعل منه أيضا إنسانا انعزاليا ، يرفض الاختلاط و المشاركة في المناقشات المجتمعية و في الندوات …الخ .
و تبعا لذلك تراجعت و بشكل ملحوظ جدا ، القراءة بأنواعها: الكتب ، الجرائد ، المجلات …الخ ، و عُوِّضَت بمتابعة الشخص لكتابات البعض من الذين نصبوا أنفسهم: روائيين ، شعراء ، مفكرين ، تشكيليين …الخ .
و هنا صدق المفكر الإيطالي البارز :” أمبرتو إيكو ” ، الذي صرح ذات مرة ، بأنه سيكتب في هذه المواقع : التافهون، البؤساء فكريا و الفقراء معرفيا.
و من مكر الصدف الغريبة أن هذا التباعد و هذه العزلة ، كُرِّسَتَا بفعل الجائحة الفتاكة ” كوفيد 19 ‘” أو ” كورونا ” كما هو متعارف عليها .
إن تقدم البشرية المهول في عالم التواصل ، بالرغم من مزاياه الكثيرة ، فهو يشكل خطرا على تنشئة الأطفال، و ينقلب استعماله المفرط إلى إدمان ، بل و يصبح مستعمله بشكل مبالغ فيه عبدا له و مسلوب الإرادة .
و هذه الوضعية الغير المرغوب فيها ، تفرز بالضرورة مواطنا سلبيا و حالما و منطويا و غير متفاعل مع حركات المجتمع.

اترك رد

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

الاخبار العاجلة

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق

اكتشاف المزيد من أخبار قصراوة العالم

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading