د . محمد البدوي
مع مونديال قطر المتميز ، ومع إنجاز المنتخب الوطني المغربي الاستثنائي ، كنا نظن أننا قطعنا مع طوطو ، ودخلنا مرحلة جديدة ، مرحلة النية ، والقيم الجميلة ، التي منها بر الوالدين ، وتعظيم شعائر الله ، ولا زال صدى الانتصارات الباهرة يسترجع في بيوتاتنا ونوادينا ومحافلنا، لا زلنا تحت وقع صدمة الفرح والفوز .
هذا الفرح الذي كنا في أمس الحاجة إليه ، ونحن الذين تجرعنا مرارة الإخفاقات والهزائم في جل الميادين .
كم كان بودنا لو نكرم هؤلاء الأبطال في كل مدننا وقرانا ، كم كنا نرجو أن نجعل لهم شهرا للاحتفال والفرح بما أنجزوه في قطر ، وكنا من ذي قبل نجعل أسبوعا للفرس .
ولازالت أرجلنا مبتلة من ماء الفرح إذ طلع علينا هذا المسمى طاليس ، ففتح علينا نار الكوابيس .
أعاد علينا مرة أخرى عفن الطوطوية ، وكنا قاب قوسين أو أدنى من وأدها ودحرها .
رحم الله الفنان الكوميدي عبد الرحيم التونسي ( عبد الرؤوف)، توفاه الله ولم يكن شاهدا على عصر أمثال هذا الذي ينسب زورا وبهتانا على الفن والكوميديا.
ترى هل عجزت الجهات المسؤولة في بلدنا ووطننا الحبيب على أن تستدعي لمثل هذا الحدث التاريخي العظيم ، من يقوم بهذا الدور ، دور التنشيط والفكاهة الهادفة والقاصدة ؟
ولنا والحمد لله من الفنانين والممثلين من يقوم بهذه الأدوار على أحسن الوجوه .
وأحسن الشاعر قولا:
تَموتُ الأُسدُ في الغاباتِ جوعاً
وَلَحمُ الضَأنِ تَأكُلُهُ الكِلابُ
وَعَبدٌ قَد يَنامُ عَلى حَريرٍ
وَذو نَسَبٍ مَفارِشُهُ التُرابُ
وحدث ولا حرج عن الفنانين والفنانات والممثلين والممثلات، أصحاب الرسالة النبيلة والهادفة الذين ينتهي بهم العمر ويقودهم سوء تدبير الجهات المسؤولة وفسادها إلى الفقر والحاجة والعوز ، في حين ينعم زمرة من التافهين والتافهات ، الساقطين والساقطات في رغد الأموال ، تنفق عليهم بسخاء .
وكأننا في حاجة إلى أمثال ( طوطو، والدبوز …..وشاكيرا وووو) .
طاليس هذا لابد ان يكون له نصيب من اسمه حتى ولو كان اسم شهرة، ( طلسها ) بالدارجة المغربية ، والتي تعني ( كفسها )
و( عور ليها عينها ) وعبارات أخرى كثيرة شبيهة .
لو كان صاحبنا في حانة خمر أو في مرقص ليلي، واستعمل هذه العبارات وهذه الأمثلة المتخيلة ، لما عيب عليه فلكل مقام مقال.
أما وأنت أيها الطاليس في حضور شخصيات في أعلى هرم المسؤولية ، وبين يدي لاعبين وطنيين مثلوا الوطن خير تمثيل، وأمام مدرب ابتعثه الله ليجدد في قيم الرياضة ، و يعتبر بحق رمز من رموز نشر القيم الجميلة والنبيلة في فريقنا الوطني المغربي الذي مثلنا ومثل العرب والمسلمين قاطبة خير تمثيل ، حتى أصبح يضرب بنا المثل في العالم قاطبة.
وكم كنت أرجو أن لو توجه دعوة خاصة للفنان القدير نعمان لحلو و يتحف الحضور بأغنيته الخالدة :
بلادي يا زين البلدان، بلادي، بلادي
بلادي يا زين البلدان يا جنات على حد الشوف
يا أرض كريمة مضيافة وجمالها ناطق بحروف
بلادي يا زين البلدان يا جنات على حد الشوف
يا أرض كريمة مضيافة وجمالها ناطق بحروف
ناسها نخوة وظرافة
ناسها نخوة وظرافة، وكرمهم شايع معروف
شحال يا بلادي ولافة واللي سال يجي ويشوف
بلادي يا قرة الأعيان والشمس ضوات عليها
عروسة ما بين الشطآن وتغني لجبال عليها
بلادي يا قرة الأعيان والشمس ضوات عليها
عروسة ما بين الشطآن وتغني لجبال عليها
يا اللي هارب من الأحزان زور بلادنا تتشافى
(زور بلادنا تتشافى)
طبيعة ودواء للإنسان واللي شرب ماها يتعافى
(واللي شرب ماها يتعافى)
يا اللي هارب من الأحزان زور بلادنا تتشافى
(زور بلادنا تتشافى)
طبيعة ودواء للإنسان واللي شرب ماها يتعافى
(واللي شرب ماها يتعافى)
بلادنا يا دار السلوان يا شربة من نبع الصفا
بلادي يا زين البلدان يا جنات على حد الشوف)
(يا أرض كريمة مضيافة وجمالها ناطق بحروف)
(ناسها نخوة وظرافة، ناسها نخوة وظرافة)
(وكرمهم شايع معروف)
(شحال يا بلادي ولافة واللي سال يجي ويشوف) .
في سهرة جميلة ، عنوانها الجمال والفرح، تتخلها فواصل هزلية ماتعة وممتعة للفنان الكوميدي حسن الفد .
وختاما الفن رسالة جميلة ونبيلة يا طاليس، وليس تحرشا ودياثة وقلة حياء.
الغناء كلمات رائعة وليس سفاهة وفجورا يا طوطو.
والإعلام سلطة رابعة ومسؤولية يا شوف تيڨي.
والوطن أمانة يا وزارة الثقافة .
والتربية والتعليم أساس تقدم الأوطان .