جمال عتو :
ترجلت والجا إحدى المصالح الإدارية بمدينة في العمق المغربي ، تمثلت أمامي لوحة عريضة تبيانية لوضعية رجل الأمن الخاص كيف يجب أن تكون ، وقفته عند باب المصلحة ، هندامه ، مستلزماته الضرورية للقيام بالواجب ، حقوقه من طرف الرواد ، بحثت عن رجل الأمن الخاص لم أجده في مكانه ، تقدمت شيئا فوجدته منهمكا في نسخ وثائق إدارية في أحد المكاتب ، رن هاتفه فأسرع الخطى صاعدا درجا إلى الطابق العلوي ، أخذت تذكرة رقمية من آلة التوجيه وقعدت مع المنتظرين ، نزل رجل الأمن الخاص وبين يديه ملفات كثيرة حملها إلى مكتب الإرشادات وما أن اعتدل واقفا حتى نادى عليه موظف ملتمسا منه النداء على ناذل بمقهى مقابلة لجلب فطور الصباح ، جاء دوري للمثول في مكتب والرجل لا يفتر عن الحركة يقوم بمهام كثيرة في صمت مطبق وجهوزية كاملة ، عندما هممت بالانصراف اقتربت منه وهمست في أذنه :
_ ” مكانك هنا قرب الباب ، فهل تدرك قدر مسؤوليتك يا سيد المكان ؟ ”
ابتسم بتصنع وأجاب :
_” أعرف ، لكنني أجد نفسي خادما في عزبة ” .
إنهم العبيد الجدد ، فتحية لرجال الأمن الخاص الذين يقومون بكل شيء ولا يتقاضون إلا القليل من الأجرة قد ينفقها أحد الموظفين بذات المصلحة في مد سيارته بالبنزين فقط .
تمسون على وطن به أنين صامت .