مليكة التومي :
اذا كان الجمهور البرازيلي قد استقبل منتخبه الوطني العائد من قطر خائبا مهزوما ‘ استقبله استقبالا ذميما حقيرا ‘ رميا بالحجارة وقذفا بالشتم واللعن ‘
فان المغاربة عكسهم ‘ تحذوهم شيم الكبار ‘ لقد استقبلوا أسودهم بالاحضان ‘ وفي اجواء اخوية تفترش فيها الارض بانواع الورود والزهور والرياحين ‘
مشاهد غريبة حد الروعة ‘ تلك التي تجلى فيها المغاربة هذا المساء وهم يتحلون بلباس الفخر والاعتزاز ‘ تعبيرا عن فرحتهم وسعادتهم بعودة المنتخب الوطني الى ارض الوطن شامخا عاليا ‘ منتصبا لهامته ‘ مرفوعا لقامته ‘ بالنصر الذي حققه لبلاده وللعروبة جمعاء ‘ فبتعليمات ملكية اعطيت الاشارة لاقامة ارقى انواع الاستقبال لاعضاء الفريق الوطني وامهاتهم اللواتي انجبن الابطال لهذا البلد الكريم والذي تربى فيه الابناء على الوحدة والتعاضد والتازر في السراء والضراء .
وهاهم المغاربة اليوم بمدينتي الرباط وسلا ‘ يخرجون عن بكرة ابيهم لينتشروا في الشوارع التي تمر منها الحافلة الحمراء التي تقل عناصر المنتخب وهم يلوحون باياديهم البيضاء التي تحمل الرايات المغربية الحمراء تتوسطها النجمة الخضراء ‘
استقبال منقطع النظير ولا في الاحلام ‘ بدت فيه الحافلة مزهوة في خطاها تعبر الشوارع وسط موكب امني تجند لهذه الغاية بكل انواع المعدات تضامنا مع الفريق الذي اسعد العالم ‘
وتوج الاحتضان الجماهيري باستقبال ملكي في قصره العامر رفقة ولي العهد مولاي الحسن ‘وصاحب السمو الملكي مولاي رشيد . انتهى اللقاء على انغام اهازيج غنائية متنوعة توجت ماذبة العشاء التي تكرم بها صاحب الجلالة فرحة بابناء وطنه الذين اسعدوا العالم العربي . فشكرا لصاحب الجلالة ‘ وشكرا للجمهور المغربي الوفي داخل وخارج الوطن وكل من شجع الاسود .