هسبريس من الرباط
تفاجأت جمعيات كانت بصدد تنظيم
حملة طبية مجانية في مدينة القصر
الكبير لفائدة الفئات الهشة بالوضعية
المزرية لقسم جراحة العيون بمستشفى
المدينة، لا سيما على مستوى التجهيزات الطبية؛ على الرغم من حداثة تشييد هذا المرفق الصحي.
مصدر من الجهات المنظمة أفاد بأن
قسم جراحة وطب العيون بمستشفى
القصر الكبير لا يتوفر على أبسط
التجهيزات الكفيلة بإجراء عمليات
جراحية للمرضى، بما في ذلك العمليات
البسيطة كإزالة “الجلالة”.
وأثارت الوضعية المزرية لمستشفى
القصر الكبير غضب الجهات المنظمة
للحملة الطبية، التي أشرفت عليها
مؤسسة القصر الكبير للتنمية بشراكة مع الجمعية المغربية الطبية للتضامن
ومجلس إقليم العرائش وجمعية سبيل
الشفاء للأعمال الاجتماعية وجمعية أمل لداء السكري.
وقال مصدر من الهيئات المنظمةللقافلة
الطبية: “أعطونا (يقصد مسؤولو
الصحة) قاعة طب العيون كبناية فقط” و مشيرا إلى أن المستشفى لا يزال إلى
حد الآن بدون مدير، حيث يتولى مهمة
إدارته أحد الأطباء.
واضطر منظمو الحملة إلى الاستعانة
بوسائلهم الخاصة، بعد تعذر إجراء
العمليات الجراحية في مستشفى القصر الكبير، حيث استعانوا بوحدة طبية مجهزة. وتمكن القائمون على هذه المبادرة الإنسانية، على الرغم من
الصعوبات التي واجهوها، من إجراء 74 عملية جراحية في ظرف ثلاثة أيام فقط. كما منحت لكل مستفيد مجموعة من الأدوية الخاصة لما بعد العملية؛ بينما استفاد من الكشوفات الطبية في طب العيون 441 مواطنا.
وعلى الرغم من أن مستشفى القصر
الكبير يندرج ضمن المؤسسات
الاستشفائية حديثة التشييد، فإنه لا
تُجرى فيه عمليات جراحية على العيون، بسبب افتقاره إلى التجهيزات الطبية اللازمة.
وعبر عدد من الفاعلين الذين أشرفوا
على الحملة الطبية عن استعدادهم
للمساهمة في اقتناء تجهيزات طبية
لمصلحة طب العيون بالمستشفى
المذكور، بعد أن ساهمت مؤسسة القصر الكبيرة للتنمية في تشييده.
وشددت الجهات المنظمة للقافلة الطبية السادسة عشرة على أن كثرة العوامل التي تؤدي إلى العمى “يجب أن تقابلها رعاية وعناية طبية في مستوى انتظارات المواطن القصري، ومواكبة للقرن الحادي والعشرين”.
وتقدمت مؤسسة القصر الكبير للتنمية
“بالشكر والامتنان إلى كافة الأطر
الطبية الشابة للجمعية المغربية الطبية
للتضامن على ما قدموه من تضحيات
جليلة والتي لا يقدمها إلا من يحب
وطنه مسديا له خدمات مجانية، وذلك
خلال كل مراحل الحملة الطبية”.
وأشار المصدر ذاته إلى أن عمل الأطباء، الذين أجروا العمليات الجراحية وقدموا خدمة الفحص الطبي للمستفيدين، امتد في اليوم الأول من القافلة الطبية، في مقصورات الوحدة الطبية المتنقلة لجراحة العيون حتى الساعة الثالثة صباحا.