لكل مجتهد نصيب

21 ديسمبر 2022

ضرار غيلان.

انجاز المنتخب المغربي بمونديال قطر اثلج قلوبنا ومنحنا جرعات من الامل والتفاؤل حتى نرى جميع القطاعات من ادارة، صحة، عدل مستقل…تحذو حذو هذه الدينامية الكروية التي هندسها ملك البلاد ووضع اسسها من خلال رسالته بمناظرة الصخيرات 2008، ونفذها المجد والاجدر بالثقة السيد فوزي لقجع، رئيس الجامعة الملكية لكرة القدم، بكل تفان ونكران للذات والوقوف على كل كبيرة وصغيرة. ورغم العراقيل والاكراهات، استاطعت بلادنا ان تجني بعض ثمار العمل المنجز كاخراج للوجود بنيات تحتية رياضية عالية الجودة من مركبات، مدارس رياضية وملاعب للقرب من شانها توسيع الممارسة الكروية بوطننا. وتبقى اكاديمية محمد السادس احسن نموذج التي نتمنى ان تسير على نهجها العشرات من الأكاديميات ومراكز تكوين جهوية مؤطرة، ولعل اكبر وافخم هذه الانجازات المركب الرياضي محمد السادس بالمعمورة بسلا الذي تم تجهيزه باحدث التجهيزات ويتوفر على مرافق عدة تستفيد منها جل المنتخبات الوطنية حيث تقوم بتربصات داخلها على مدار السنة، وايضا لا ننسى تكوين المدربين ومنحهم دبلومات مختلفة لعل اسماها الكاف برو. وكان من المنتظر ان تنعكس هاته المجهودات على جل منتخباتنا السنية التي نراها تشق طريقها نحو العالمية وتحقيق نتائج مبهرة، ولعل اخرها الانجاز الغير مسبوق الذي حققه اسودنا بوصولهم للمربع الذهبي واحتلالهم للمرتبة الرابعة عالميا متجاوزين عدة مدارس عالمية، وكان بالامكان اكثر مما كان الذهاب الى المباراة النهائية لولا كثرة الاعطاب وسوء التحكيم. هذه النتائج جعلت العالم منبهر بكل ما قدمناه في هذا المحفل العالمي وجعلنا ايضا مرفوعي الهمم وفخورين بلاعبينا وطاقمهم الاداري، التقني والطبي الذين ابلوا البلاء الحسن، وكان من الواجب استقبالهم استقبال الابطال في يوم مشهود اعاد الى اذهاننا ذكريات مونديال مكسيكو 1986 وابطاله الاشاوس، والمستحيل ليس مغربيا، اذ ثبت ان مشاركات المغرب في ست كؤوس عالمية من 1970، 1986، 1994، 1998، 2018 و 2022، كانت مشرفة باعتراف الخبراء والمدربين الكبار، ولا يسعنا الا ان نستحضر هؤلاء اللاعبين والمدربين الشجعان ونشد على ايديهم بحرارة. واملنا في هذا الجيل ( جيل زياش ورفاقه) ان يهدي لنا القابا اخرى قارية، اولمبية وعالمية نزين بها خزانتنا بكل فخر وسؤدد. ولا شك ان اسناد مهمة تدريب منتخبنا للسيد وليد الركراكي في وقت وجيز قبيل انطلاق العرس العالمي كانت بمثابة مخاطرة، لكن قبلها بكل شجاعة وتحملها بكل كفاءة، لانه كان يعلم علم اليقين انه بمقدوره استتباب الالفة والانسجام وبالتالي خلق روح الفريق التي كانت تنقصنا. فهنيئا لنا بوليد الذي خلف وحيد الغير المؤسوف عنه وجعل اعناقنا تشرئب لملامسة الصحوة والمجد. وهذا الانجاز التاريخي وجب استثماره بالعمل في العمق في انديتنا ومراكز تكوين ابناءنا لانها هي المشتل الحقيقي لإظهار الطاقات والمواهب والمساهمة بالتالي في تغذية منتخباتنا الوطنية. وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون. صدق الله العظيم.
ضرار غيلان.

اترك رد

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

الاخبار العاجلة

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق

اكتشاف المزيد من أخبار قصراوة العالم

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading