الاستاذ : إدريس حيدر
هناك في الاقبية السرية ،حيث تشتم رائحة الموت ،عشت فصولا رهيبة من التعذيب أثناء الاستنطاقات المتواصلة و التي لم تكن تتوقف.
و كانت الأسئلة تنصب على العلاقة التي تربطني بالشابين الذين اوصلتمهما إلى المكان الذي وقع فيه الإنفجار،ثم علاقتي بالتنظيمات الإرهابية الدولية.
طبعا لم تكن لدي أجوبة عن تلك الأسئلة، لأنني لم اكن اعرف شيئا بل لم اكن أعي هل ما كنت أعيشه واقعا حقيقيا أم وهما عابرا أو خطأ إنسانيا.
لكني ظللت عاجزا عن تبرير أخذي لتلك المبالغ المالية الوفيرة التي أعطيت لي من طرفهما مقابل نقلهما لمسافة قصيرة .
كان المحققون قد ألقووا القبض على الشابين و كان الاستنطاق يجري مع كل واحد على حدة ،ليتمكنوا من العثور على الهفوات و التناقضات في تصريحات الأطراف و من تم العثور أو النفاذ إلى صلب الحقيقة.
أحيل ثلاثتنا على المحكمة ،حيث توبعت من أجل المشاركة في تلك الأعمال الإرهابية .
و بعد تداول القضية في عدة جلسات ،أصدرت المحكمة حكمها الذي قضى بإدانة الشابين و معاقبتهما بالسجن المؤبد و بإدانتي و معاقبتي بسنتين سجنا نافذا.
نزل الحكم علي كالصاعقة ،خاصة و انني بريء بل و مظلوم و فضلا عن ذلك فإنني سأقضي فترة من عمري في السجن فيما أسرتي ستظل بدون معيل.
كانت ظروفي صعبة جدا و نفسيتي مهزوزة و محطمة أثناء قضائي لتلك العقوبة القاسية.
و بعد أن أفرج علي ،كنت في حالة نفسية متدهورة نتيجة الإحباط ،الأسى و الحزن .
تدخل صديقي ” بوشتى” ثانية ،لدى أبيه من أجل استئناف عملي كسائق سيارة الأجرة وذلك بغية إنقاذ أسرتي التي كانت في وضعية مالية صعبة.
تم الاتفاق معي على أساس أن أستلم السيارة في تاريخ محدد .
التحقت بالمرآب الذي تودع فيه ،و انتابني فجأة شعور بالخوف و الهلع.
ظللت للحظات واقفا و واجما بجانبها لا اتحرك و كأنني أصبت بشلل شمل كل أطراف جسدي بعدها شعرت بالغثيان .
بغثة، انتفضت و انصرفت تائها إلى جهة غير معلومة مبتعدا عنها لكوني لم استطع امتطاءها.
انتهى./…