
- أمينة بنونة :
تعيش مدينة القصر الكبير على وقع أزمة بيئية وصحية خانقة، بسبب الانبعاثات الكريهة المنبعثة بشكل متكرر من معمل تكرير السكر والمطرح البلدي للنفايات، القريبين من الأحياء السكنية. ولم تعد هذه الروائح مصدر إزعاج فحسب، بل تحولت إلى تهديد حقيقي يمس صحة المواطنين وسلامتهم اليومية.
وتبلغ حدة هذه الأزمة ذروتها خلال فصل الصيف، حيث تسهم درجات الحرارة المرتفعة والرطوبة العالية في تسريع انتشار الروائح، التي وصفها السكان بأنها حولت المدينة إلى “خم دجاج مفتوح”، في إشارة إلى المعاناة القاسية التي يعيشونها. وتتسبب هذه الوضعية في تفشي عدد من الأعراض والمشاكل الصحية، خاصة لدى الأطفال وكبار السن، دون تدخل فعّال يذكر.
ورغم تعدد نداءات الاستغاثة والمطالبات التي رفعتها الساكنة والجمعيات البيئية المحلية للسلطات المختصة من أجل التحرك العاجل ووضع حد لهذه الكارثة، إلا أن الرد ظل دون مستوى الانتظارات، ما أدى إلى استمرار الأزمة بل وتفاقمها مع مرور الوقت.
ولا تقتصر تداعيات هذه الكارثة البيئية على الجوانب الصحية فقط، بل تشمل أبعادا اقتصادية وتنموية،، فضلًا عن تدهور جودة الهواء والمياه، ما ينذر بعواقب بيئية وخيمة إن استمر الوضع على حاله.
إن ما تشهده مدينة القصر الكبير من معاناة مزمنة، يكشف عن غياب رؤية واضحة واستراتيجية فعالة من الجهات المسؤولة لمعالجة جذور الأزمة. ومع استمرار هذا التراخي، يظل مستقبل المدينة البيئي والصحي في مهب المجهول، وسط مطالب متزايدة بإجراءات عاجلة وحلول مستدامة تنقذ الساكنة من واقع اختنقت به المدينة