
بقلم : حميد الجوهري
لم يكن حماسنا و صدق ما نحمله من حب لهذا البلد، أن يمنعنا كل ذلك من السقوط في فخاخ النفس و ضعفها، و قد كدنا نسقط في بحر لجي من الهوى المنهي عنه، لولا بعض الصمود المرتوي من نبع تربوي نقي..!
و هذا شأن النفوس، فطرت على سنن التدافع، بين خير ملتف بالأشواك، و شر مبسوط على الورود، و إن للورود جاذبية لا يستطيع المرء صدها، إلا أن يتذكر فيخشى..!
و من القصص الممتدة عبر أزمنة السياسة، أن يبيت المرء خائفا على سر أفشاه أو أفشي عنه، فيبسطه ظافر أمام الملأ، فيضيع رصيده من النزاهة بين ألسن الناس، و إن حصائد الألسن تخر بالمرء أسفل السافلين، و لها في مقامات السياسة و غيرها، لحن من القول يقذف بالمرء إلى ما لا يحمده من منازل..!
و قد كنت أجتهد كل يوم و أتسلح بالشجاعة المرجوة، متمترسا خلف ما أملك من صدق، أدفع فيه الإساءة بما أستطيع من حجج، لكني اكتشفت بعد حين، أن اللسان لا شك يقودك لدفع الخطأ بالخطيئة، فنظرت فوجدت أني خلقت عداوات مجانية، كنت في غنى عنها لو أني صبرت و احتسبت، ذلك أن رد الإساءة بالإساءة عيب من عيوب التدافع، بل إنه سقوط في فخاخ شياطين الإنس و الجن، و سرعان ما اكتشفت أن هذه المسالك من مساوئ ساسة يسوس..!
و لهذه السلسلة من البوح ما يتبع، و الله الموفق