
– بقلم : ذ . ادريس حيدر
خطط بهدوء و بدم بارد من أجل التزوج بإحدى الفتيات ، التي كانت تنتمي لأسرة عريقة و غنية و ذات جاه .
كانت تلك الفتاة تتابع دراستها الجامعية في نفس الكلية التي حصل ” مهاجر” فيها على إجازته .
لبس قناع الأخلاق و الطبع الهادئ ، و أوقعها في شباكه، و ذلك بمعاملته لها بطيبة و أدب جم و مسلكيات غاية في الرقة و النبل .
و بعد مدة من تعارفهما ، تزوجا .
و بعد زمن قصير من زواجهما ، اكتشفت زوجته ، حقيقة شخصيته ، و أن معاملاته لها ، كانت مجرد افتعال و كذب و نفاق .
و أدركت أنه خطط بصمت للزواج بها ، و أنه و من أجل الوصول لمبتغاه ، استعمل كل الأساليب القذرة .خاصة و أنه عَلِمَ أن عائلتها كانت ذات مركز اجتماعي مرموق و وضع اعتباري معروف و معلوم .
أنجبت زوجته له طفلين .
كبُرَا و ترعرعا بمنأى عن حضن أبيهما ، الذي كان غائباً عنهما طيلة الوقت ، كما أنه لم يكن يُعاملهما و أمّهما معاملة حسنة ، لأنه كان غارقا في تخطيطاته من أجل تبوئه مكانة اجتماعية جد خاصة .
و تفاقم هذا الوضع عندما لم يحقق أي امتياز أو هدف ، بالرغم من زواجه من تلك السيدة التي اعتقد أنها طوق نجاته و جسره نحو العلا .
و في نفس الآن ، فإن علاقاته مع أصدقائه و معارفه تدهورت نحو الأسوء ، لأن أمر الرجل انكشف بينهم ، و عُرِفَ بجُحُودِهِ ، و عدم وفاءه لأي منهم ، و بانتهازيته ، و بالتالي لم يَعُد يهمهم استمرار علاقتهم به .
و في إحدى الأيام و بعد عودته إلى منزله ، بعد أن كان قد قضى أيامًا خارجه ، فوجئ بمغادرة زوجته له ، بمعية ابنهما إلى منزل أبيها .
بل و تقدمت أمام المحكمة بدعوى التطليق للشقاق .
اختنق ، و ضاقت به السبل ، خاصة بعد تأكده من فشله في تحقيق طموحاته الرامية إلى حصوله على موقع اجتماعي متميز .
يتبع …