عذرا صديقي ، لقد ذرفْتُ دموعا .

5 يناير 2025
Oplus_0

– ذ. ادريس حيدر :

أخي العزيز و توأم روحي .
لقد غادرت الحياة دون استئذان ، و الحال أن يوم : 04|01| من كل سنة ، و منذ قرابة 40 سنة ، أهاتفك من أجل تذكيرك بصباح :04| 01|1984 ، و الذي كان برده قارسا ، حيث اقتحم منزلنا – الذي آوى مناضلين من مختلف المشارب الفكرية و السياسية ، و شهد نقاشات عميقة و مفيدة و غنية في السياسة و الثقافة- مخبرون ، حيث أخذونا معصوبي العينين إلى جهة غير معلومة ، حيث انطلق سفرُنا نحو الجحيم .
فهل حقا لن أراك بعد يوم : 04|01|2025 ؟
و كيف لي أن أظل بدون تلك الجرعات الجميلة و الدافئة ، التي كنتَ تمدني بها بخصوص تحليل الوضع السياسي في البلاد ، و قراءاتك العميقة له ؟
ثم ، ألن يتكرر ذلك السمر الليلي الذي كان يجمعنا ، إلى ساعات الصباح الأولى ، و نحن نُقَارب و نفكك الوضع السياسي في العالم عامة و في المغرب على وجه الخصوص ؟
أ و لا ترى أن غيابك ، سيترك فراغا مهولا لدى أصدقائك في منظمة العفو الدولية – فرع المغرب – ، و لدى باقي النشطاء في الميدان ؟
و أن الحركة الحقوقية في المغرب خسرت فاعلا أساسيا ؟
ثم ، كيف لرجال التعليم خاصة ، أن يستمروا في الخطو نحو أفقهم المضيء ، دون استشاراتك و مساعداتك و نصائحك بخصوص حقوقهم في قانون الوظيفة العمومية ؟
أخي العزيز و توأم روحي
من سيُعَوِّضُني عن جلساتنا المريحة التي كنتُ أستمتع فيها بنكتك الذكية و اللماحة ، حكيك الممتع الذي كنتَ تشنِّفُ به أسماعي ، حيث كانت قهقهاتي تعلو و يتردد صداها في الفضاء الذي كنا نشغله ؟
يا محمد
أو تعلم أن قرية ” بني خلاد ” حزينة ، لفقدانك ، لأنك استطعت بشعرك الرائع ، جعلها قبلة للحب و العشق ؟
أ و تدري أنني كنتُ أتذكر و باستمرار وصيتك لي ، عندما و جدتني منهارا ، أبكي أمي عند وفاتها ، حيث طلبت مني ، أن أكفكف الدمع و أستجمع قِوَايَ و أن أعمل على رفع معنوياتي ، لأن أهلنا و شعبنا و وطننا محتاجين لنا .
غير أنني عندما رأيتُ جسدك مسجى في كفنه ، لم أقوى على التحمل ، و ارتدت ذاكرتي في ثوان إلى ذكريات رائعة جمعتنا ، كان فيها الدم و الدمع و العرق ممزوجا بالفكر و الثقافة و النضال .
أجل ، انهرتُ و بكيتك و بكيتُ نفسي .
فعُذْرا أخي العزيز و توأم روحي ، لقد خذلتُكَ و لم أعمل بوصيتك ، فقد ذرفت عيني دموعا حرى

  • ذ. ادريس حيدر :

أخي العزيز و توأم روحي .
لقد غادرت الحياة دون استئذان ، و الحال أن يوم : 04|01| من كل سنة ، و منذ قرابة 40 سنة ، أهاتفك من أجل تذكيرك بصباح :04| 01|1984 ، و الذي كان برده قارسا ، حيث اقتحم منزلنا – الذي آوى مناضلين من مختلف المشارب الفكرية و السياسية ، و شهد نقاشات عميقة و مفيدة و غنية في السياسة و الثقافة- مخبرون ، حيث أخذونا معصوبي العينين إلى جهة غير معلومة ، حيث انطلق سفرُنا نحو الجحيم .
فهل حقا لن أراك بعد يوم : 04|01|2025 ؟
و كيف لي أن أظل بدون تلك الجرعات الجميلة و الدافئة ، التي كنتَ تمدني بها بخصوص تحليل الوضع السياسي في البلاد ، و قراءاتك العميقة له ؟
ثم ، ألن يتكرر ذلك السمر الليلي الذي كان يجمعنا ، إلى ساعات الصباح الأولى ، و نحن نُقَارب و نفكك الوضع السياسي في العالم عامة و في المغرب على وجه الخصوص ؟
أ و لا ترى أن غيابك ، سيترك فراغا مهولا لدى أصدقائك في منظمة العفو الدولية – فرع المغرب – ، و لدى باقي النشطاء في الميدان ؟
و أن الحركة الحقوقية في المغرب خسرت فاعلا أساسيا ؟
ثم ، كيف لرجال التعليم خاصة ، أن يستمروا في الخطو نحو أفقهم المضيء ، دون استشاراتك و مساعداتك و نصائحك بخصوص حقوقهم في قانون الوظيفة العمومية ؟
أخي العزيز و توأم روحي
من سيُعَوِّضُني عن جلساتنا المريحة التي كنتُ أستمتع فيها بنكتك الذكية و اللماحة ، حكيك الممتع الذي كنتَ تشنِّفُ به أسماعي ، حيث كانت قهقهاتي تعلو و يتردد صداها في الفضاء الذي كنا نشغله ؟
يا محمد
أو تعلم أن قرية ” بني خلاد ” حزينة ، لفقدانك ، لأنك استطعت بشعرك الرائع ، جعلها قبلة للحب و العشق ؟
أ و تدري أنني كنتُ أتذكر و باستمرار وصيتك لي ، عندما و جدتني منهارا ، أبكي أمي عند وفاتها ، حيث طلبت مني ، أن أكفكف الدمع و أستجمع قِوَايَ و أن أعمل على رفع معنوياتي ، لأن أهلنا و شعبنا و وطننا محتاجين لنا .
غير أنني عندما رأيتُ جسدك مسجى في كفنه ، لم أقوى على التحمل ، و ارتدت ذاكرتي في ثوان إلى ذكريات رائعة جمعتنا ، كان فيها الدم و الدمع و العرق ممزوجا بالفكر و الثقافة و النضال .
أجل ، انهرتُ و بكيتك و بكيتُ نفسي .
فعُذْرا أخي العزيز و توأم روحي ، لقد خذلتُكَ و لم أعمل بوصيتك ، فقد ذرفت عيني دموعا حرى

اترك رد

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

الاخبار العاجلة

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق

اكتشاف المزيد من أخبار قصراوة العالم

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading