
د. عزيز الهيلالي :
يصاحبني ظلٌ، يسير بجانبي وأَسير بجانبه. نسمع معًا أغاني فيروز، وننشد معًا قصيدة البُرْدَة. أكتب نصًا فيبتسم، أحكي له نكتة، فيستلقي من شدة الضحك.
اقتحم خلوتي يومًا، ثم قال:
– أهنئك على ما خطته أناملك. نصك ساحر إلى حد أنه تملكني.
رفعت عيني إليه، وفيما يشبه الامتنان، قلت له:
– استلهمته من رقصتك التي لم تفارقني يومًا.
انعطف كعادته عن الموضوع، وفاجأني بسؤال:
– لماذا اخترت اسم “وحيد”؟
تأملت الجواب في عينيه وقلت له:
– لأنني وحيد مع عشقي وخيالي وجنوني.
وفي لحظة هاربة من الكتمان، سألته:
– هل لك أن تخترق حجب روحي وتلج إلى سرّي؟
سكت لحظة كأنما يفكر ، ثم اقترب وقال بهدوء :
– ولجت إليه مرتين: مرة من باب القصة، ومرة أخرى من باب الفلسفة.
ونحن في حضرة حوار هائم، انتبه إلى الساعة التي أعلنت حلول منتصف الليل. ودعني، لكن قبل ان أستوعب رحيله، عاد فجأة، فسألني:
– لست أدري كيف عدت إليك؟
أجبته مبتسمًا:
– بين قلبي وقلبك حصل كل شيء.