
– ذ. ادريس حيدر :
يُجْمِعُ المراقبون الدوليون و المنظمات العالمية التي تعنى بحقوق الإنسان ، أن ” إسر-ائيل ” شنت و لازالت حرب إبادة على الشعب الفلس-طيني .
و تعكس هذه الممارسة الإسر-ائلية ،شعورا شائعا و منتشرا داخل المجتمع الإسر-ائيلي ، قوامه معاداتهم للعرب .
و لعلهم قدموا الدليل للعالم من خلال : ” النكبة”، و مجز-رة ” صبرا و شتيلا ، و ” الحرب على غز-ة و حصارها سنة 2014 ” ، و الحرب الإسر-ائيلية / الفلسط-ينية 2023 ، باعتبارها تجسيدا ماديا للإبادة .
وفي هذا الصدد ، لقد اتهم علماء القانون الدولي ، المسؤولين الإسر-ائليين بنهجهم الرامي إلى الإبادة الجماعية للشعب الفلسط-يني ، و ممارستهم الوحشية التي تجردهم من الإنسانية ، و هكذا حذر مؤرخ ” الهولوكست ” ، الإسرا-ئيلي :” عومير بارتوف ” ، من أن تصريحات كبار المسؤولين الإسرا-ئليين :” يمكن تفسيرها بسهولة على أنها تُشير إلى نية الإبادة الجماعية للفلسط-ينيين “.
فيما اعتبر بعض العلماء الفلسطي-نيون ، أن الشعب الفلسط-يني يتعرض لإبادة جماعية ، و تطهير عرقي ، و إبادة سياسية و ثقافية أو ما شابه ذلك .
و في سنة 2010 ، ناقش المؤرخ : مارتن شو” الموضوع ، و اعتبر أن نكبة 1948 ، تعتبر إبادة جماعية و نفس الشيء أكده السيد : داوود عبد الله النائب السابق للأمين العام للمجلس العلمي الإسلامي .
و في : 16|12|1982، أدانت الجمعية العامة للأمم المتحدة مجزرة ” صبرا و شتيلا” و اعتبرتها عمل من أعمال الإبادة الجماعية .
و سنة :2005 و 2007 ، فرضت ” إسر-ائيل” حصارا على البضائع و الأشخاص داخل و خارج قطاع ” غزة” .
و قد أكد المؤرخ الإسر-ائيلي :” إيلان بابي ” ذلك قائلا :
” إن الإبادة الجماعية هي الطريقة الوحيدة و المناسبة لوصف ما يفعله الجيش الإسرا-ئيلي في قطاع غز-ة “.
و في كتابه الصادر سنة 2017 بعنوان :” عشر خرافات عن إسر-ائيل ” .
كتب “بابي” :” إن ادعاء إسر-ائيل بأن أفعالها منذ 2006، كانت جزء من حرب للدفاع عن النفس ضد الإر-هاب ، ليس إلا إبادة جماعية متزايدة ضد شعب غز-ة “.
و أما بخصوص حرب 2014 ، و التي يُشار إليها باسم :” عملية الجرف الصامد ” ، فقد تقدمت بخصوصها منظمات حقوقية فلسطي-نية و هي :
* مؤسسة الحق .
* المركز الفلسط-يني لحقوق الإنسان
* مركز الميزان لحقوق الإنسان
* مؤسسة الضمير لرعاية الأسير و حقوق الإنسان .
بملف قانوني إلى المحكمة الجنائية الدولية ، مناشدة إياها بقيامها بالتحقيق و الملاحقة القضائية في حق المسؤولين الإسرا-ئليين ، باعتبار أن المرتكب في حق الشعب الفلس-طيني : ” جرائم ضد الإنسانية “.
لقد خلفت حرب ” طوفان الأقصى” ما يزيد عن 43000 قتيل فلسط-يني ، منهم مايزيد عن 17000 طفلا و ما يزيد عن 100000من الجرحى و ما يفوق 10000 من المفقودين و تحت الأنقاض .
و تأسيسا على ما يقع من إبادة في حق الشعب الفلس-طيني ، أرسلت بتاريخ :19|10|2023 ، 100منظمة من المجتمع المدني العالمي و علماء في مجال الإبادة الجماعية رسالة إلى :” كريم خان ” ، المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية ، تدعوه فيها إلى إصدار مذكرات لإيقاف المسؤولين الإسرا-ئليين ، و التحقيق معهم بخصوص جرائم الإبادة المرتكبة من طرف إسرائيل في حق الشعب الفلسط-يني .
و في :29|12|2023 ، رفعت جنوب إفريقيا دعوى ضد إسر-ائيل لدى محكمة العدل الدولية ، منبهة إياها إلى أن ممارسة إسر-ائيل ترقى إلى مستوى الإبادة الجماعية ، مطالبة منها ، إصدار تدابير مؤقتة ، بما في ذلك إصدار أمر لإسر-ائيل بوقف حملتها العسكرية في غزة .
و لقد أصدرت المحكمة الجنائية الدولية أخيرا ، أمرا باعتقال ” نتنياهو ” و وزير جيشه السابق لارتكابهما جرائم الحرب و الإبادة ،
من جهة أخرى ، فقد خرجت شعوب الأرض في كل البلدان و القارات منددة بجرائمً الإبادة المرتكبة من طرف إسرا-ئيل ضد الشعب الفلسطيني .
و هكذا إذن ، تتحرك الأمم و المنظمات و الشعوب لإيقاف حرب الإبادة الجماعية في حق الفلسط-ينيين .
بعد ،
فالسؤال الوجيه الذي يُطرح و يفرض نفسه :
– أين هي الدول العربية وما هو موقف مسؤوليها و حكامها من الجرائمً الفظيعة و ضد الإنسانية ، المرتكبة من طرف إسرا-ئيل في حق الشعب الفلس-طيني ؟