
ذ. ادريس حيدر :
كان اهتمامي في الغالب ينصب على المظهر الخارجي الجميل دون غيره ، إلى أن أدركتُ مع مرور الزمان و تمتعي بنضج معين ، أنه غير كاف لبعثه ذاك الإطمئنان النفسي المنشود .
و في هذا الإطار ، لن أنسى حضوري إحدى جلسات الطلاق في المحكمة باعتباري محاميا للزوج ، الذي كان وسيما ، هادئا ، أنيقاً و مهذبا .
و كيف أن زوجته عند بسطها للأسباب التي كانت وراء طلبها الرامي إلى التطليق منه ، صورته وحشا ضاريا ، خاصة أنه لم يستطع تفنيد ما جاء من تصريحات تخصه على لسان زوجته و أم عياله ، و خاصة أنها أكدت أن مظهره الخارجي خادع .
هذه الواقعةً و غيرها جعلتني ، أخْلُصُ إلى أن الجمال الحقيقي ، هو جمال النفس و الروح و العقل .
فما أروع أن يجمع المرء جمال المظهر و الروح ، غير أن هذا الأخير هو الأعلى قيمةً و الأبعد أثرا .انتهى /…