ذ. ادريس حيدر
و عندما حصل المغرب على الاستقلال ، أُصِيب ” بوعزة ” بالذعر خوفا على نفسه من التصفية الجسدية على يد المقاومين باعتباره كان متعاونا مع الاستعمار و واش بالوطنيين .
و كانت هذه العمليات قد كثرت في فجر الاستقلال و تهدف تصفية الخونة .
و مما جعل الرعب يسكنه و يأخذ بلبه ، هو أن أحد المقاومين كان قد سكن بجواره بعد أن اكترى أحد المنازل .
تملكه الخوف ، مما جعله ينزوي و يرفض الخروج من منزله لمدة تزيد عن 3 سنوات .
و في محاولة من ” بوعزة ‘” لإلهاء ربيبه و إشغاله ، قرر تزويجه من إحدى الخادمات و التي كانت تتمتع بجاذبية و جمال لا تخطئهما العين ، إنها الشابة ” فطومة ”
كان ربيبه يكرهه ، نظرا لكثرة ألاعيبه و مناوراته و حيله و كذبه و بالتالي رحل إلى جهة غير معلومة ، رافضا حكاية زواجه التي أخرجها ” بوعزة ” لغاية في نفسه.
مرت أيام معدودات و ظهر الحمل على ” فطومة ” ، و روج ” بوعزة ” في الحي ، خبرا مفاده ، أن ربيبه ” علي” ، سيحضر لحفل عقيقة المولود ، لكونه يعمل الآن ، بعيدا عن المدينة .
وضعت ” فطومة ” حملها بمساعدة إحدى الجارات العارفات ، و كان المولود ذكرا ، سماه ” بوعزة ” ب:” محمد “.
كان المولود صورة طبق الأصل منه ، وانتشرت إشاعة بين ساكنة الحي ، كالنار في الهشيم ، مفادها أن الطفل المولود هو ابنه من صلبه ، و أنه نتيجة علاقة جنسية غير شرعية بينه و بين ” فطومة ” و التي ظلت وحيدة من دون زوج بعد أن رفض ” علي” الاعتراف بما سمي زواجه، و بالتالي فقد غاب عن حفل العقيقة كما كان متوقعا لاعتبارات متعددة و منها على وجه الخصوص ، أن الابن ليس له.
بعد هذا الحدث البشع ، اصبح الجيران ينادون ب” بوعزة اللعين ” أو ” اللئيم ” ، نظرا لكونه كان يرتكب المحرمات ، و لا يقيم أي اعتبار لعلاقة الدم و القربى .
تولى هذا الأخير تربية ابنه ” محمد ” و شمله بكثير من الحنان و العطف ، و وفر له كل ما يحتاجه ، و اشترى له من الملابس و اللعب أفخمها
كبر الابن ” محمد ” و أصبح مراهقا ، يتابع دراسته في إحدى إعداديات المدينة .
كذلك كثر الكلام في الحي عن العلاقة الجنسية المشبوهة التي كانت قائمة بين ” بوعزة اللعين ” و فطومة” . و كانت اصداءها تصل للابن ” محمد ” .
و لوضع حد للأقاويل و الإشاعات و كذا للشك الذي أصبح ينتاب زوجته ، قرر ” بوعزة ” كراء منزل لتسكنه ” فطومة ” غير بعيد عن منزله ، و احتفظ بالابن ” محمد ” لديه ، يرعاه و يربيه .
المنزل الذي أصبحت تسكنه ” فطومة ” بإرادة ” بوعزة اللئيم”
كان يتكون من طابق سفلي تعتمره هذه الأخيرة ، و طابق علوي تسكنه صاحبة المنزل الأرملة بمعية بناتها الأربعة.
مر بعض الوقت على انتقال ” فطومة ” إلى سكناها الجديدة، و بلغ إلى علم الجيران ، من خلال صاحبة المنزل ، أن ” بوعزة اللعين ” كان يتردد عليها ليلا ليمارس الجنس معها ، ثم ينسحب من منزلها قبل أذان الفجر .
يتبع…