محمد العناز:
القَصْرُ الكَبِيرُ،،ا
المَدِينَةُ الَّتِي يَنْبُعُ مِنْهَا
مَاءُ وَجْهِي..
بِمَلاَمِحَ دِمَشْقِيَةٍ،،
أَوْ أَنْدَلُسِيَةٍ،،
أَصَابَهَا التَّصَحُّرُ
والوُجُوهُ الْمُسِنَّةُ،،
لاَ تَرْفَعُ عَيْنَيْهَا
عَنِ الأَرْضِ المَشْقُوقَةِ..
تُحْصِي الأَحْجَارَ،،
وَبَقَايَا العُشْبِ
المَلْعُونِ،،
وَأَقْدَامُ الْغُزَاةِ،
وَالفَتَاةُ الجَبَلِيَّةُ
فِي بَيْتِ الْجَدِّ،،
تُرَاقِبُ تَغَيُّرَ
أَلْوَانِ الجُدْرَانِ،،
فِيمَا الأَشْجَارُ مُكْتَئِبَةٌ
لِفُقْدَانِهَا
رَائِحَةَ المِسْكِ،
وَثِمَارَ التُّوتِ.
الدُّرُوبُ العَتِيقَةُ،،
تَسْتَنْشِقُ عَبَقَ الغَائِبِينَ
أَوْ مَنْ تَجَرَّعُوا
سُمُومَ الاغْتِرَابِ،،
سَأُعَلِّمُ الغُزَاة
الفَرْقَ الشَّاسِعَ
بَيْنَ اخْضِرَارِ أَحْوَاضِ النَّعْنَاعِ،
وَبَرِيقِ الوُرُودِ المُزَيَّفَةِ،،
وَسَأَظَلُّ مُخْلِصاً
لِبَدْرِ اللَّيَالِي الدَّافِئَةِ
وَأُغْنِيَة “رَاحِلَة”
وَ” القَمَرُ الأَحْمَرُ”
لِي ذَاكِرَةُ الرَّمَاد
وَلِلْقَصْرِالْكَبِيرِ
نَزِيفُ الذِّكْرَيَاتِ…