سليمان عربوش :
كنا ولا نزال على مستوى حاضرتي وادي المخازن واللوكوس والشمال عموما كلما استحضرنا عائلة آل الرفاعي إلا وربطناها مباشرة بحقل المعرفة والتعليم حصراً، وهذه السمة تكونت لدى عموم الناس عن هذه الأسرة التربوية العريقة التي ولجت ميدان التعليم منه وإليه ولم تأتيه من التجارة أو السياسة من أجل الربح والمنافع.
فخلال سنوات القرن الماضي كلما ضاقت السبل ببعض اليائسين بفصول التعليم العمومي إلا وشدوا الرحال نحو بناية عتيقة تتوسط حي السلام ترفع يافطة كبيرة ترى من بعيد مكتوب عليها بالبند العريض مؤسسة الرفاعي، وكان هؤلاء يجدون فيها متنفسا آخر يحشد هممهم من جديد ويجعلهم بكل تحدي يبحرون في عالم من الأمل والتفاءل بحيث تمكن البعض منهم من حصد نتائج جيدة واستطاعوا بعدها من الدخول الى مستقبل زاهر وفضاء من التعليم الجامعي.
مسار هذه المؤسسة استمر بعد ذلك من تأسيس اسم المؤسسة كرافد اساسي لخدمة التعليم في جميع المستويات بأسماء أخرى عادت اسما خالدا كما هو حال “مؤسسة الهدى” التي تميزت بقيادة هذا النوع من التعليم الذي فتح الآفاق أمام الجميع ولم يعد موضة وكحراً على الاغنياء فحسب كما كان في السابق، وصار هذا النموذج وقد رسخ في مخيال النشء وذويهم والمتلقي عموما على أن التربية وتعليم القراءة ليسا فقط مهنة بل رسالة مقدسة يتحملها الانسان الملهم بهذا المجال، ومنذ افتتاح هذه المؤسسة الناجحة ومديرها الاستاذ ياسر ابن عائلة الرفاعي يعمل جاهدا من أجل تجويد المنتوج التربوي بمساعدة أطر ذات كفاءة علمية من أجل تقديم الأفضل لفائدة ابناء مدينة القصر الكبير، ولعل انتخاب الاستاذ ياسر لرآسة جمعية هذا القطاع لأفضل وسيلة من أجل تعميم نجاح هذه المؤسسة وتطوير العمل التربوي بشكل جماعي يصب في الاخير في مصلحة تلاميذ وتلميذات التعليم الخصوصي.