ذ – إدريس حيدر :
طُبِخَ للعامل ملفا لدى الضابطة القضائية ، و اعتقل و أُُحيلَ على القضاء ، حيث أُدِينَ.
كان العامل المُدان أب لأسرة متعددة الأفراد : زوجته الجميلة ” مليكة ” و ثلاثة أبناء ، و باعتقاله فقدت معيلها.
استغل ” الحاج المختار ” وضعيتها الصعبة و طلبها للزواج بعد تطليقها من زوجها ،و في حالة موافقتها سيتنازل عن شكايته بغية الإفراج عنه .
رفضت ” مليكة ” في البداية طلبه ، لكنها ضَعُفَت و انهزمت عندما فكرت في أبنائها الذين سيكون مصيرهم التشرد و الضياع و التجويع في حالة بقاء أبيهم رهن الاعتقال ، خاصة و أنه هو الآخر يجب أن يُفْرَجَ عليه لأنه يُعاني من مرض السكري و انتفاخ في القلب.
وافقت على مضض أن تكون زوجة ” الحاج المختار ” الثانية ،بعد أن تسلمت منه تنازله عن شكايته في مواجهة زوجها
علمت بالخبر ” الحاجة عائشة ” التي ثارت ثائرتها و رفعت صوتها في المنزل و خارجه صائحة بكون زوجها خائنا و جحودا .
و على إثر هذا الحدث الذي ازعجها ،سحبت توكيلها له ، إلا أنها صعقت لما علمت أنه باع كل املاكها تقريبا دون علمها ، مستغلا و مستعملا ذاك التوكيل و استولى على كل الأموال المحصلة من عمليات البيع .
أُصِيبت ” الحاجة عائشة ” بصدمة قوية ،و أصبحت تقضي وقتها كله في الصياح و لعنة زوجها ، و قامت بفضحه لدى منتخبيه ،ناعتة إياه ب ” المرتشي ” و ” الخائن ” و” اللص ” و اهابت بهم إلى سحب ثقتهم منه .
أهملت المسكينة مظهرها و بدت عليها معالم التعب و العياء ،كما أنها هزلت كثيرا و أصبحت ملابسها متسخة طيلة الوقت و كأنها خرجت للتو من القبر.
” لقد نهش الثعلب لحمي و رماني إلى المزبلة، و الآن أريد الانتقام منه لنفسي ” ،هكذا سمعها الجيران تصيح بصوت عال ،خاصة بعد زواجه بالقوة و الغلبة بالسيدة ” مليكة ” زوجة العامل لديها.
و منذ ذلك الحين ، أصبح يُكَنَّى ب ” الثعلب ” من طرف كل ساكنة المنطقة ، خاصة و أنه أكثر من الأخطاء و الممارسات السلبية .
مضى بعض الوقت و قرر ” الحاج المختار ” الترشح للانتخابات البرلمانية باقتراح و بإيعاز من قادة حزبه و بتشجيع من مناصريه.
و من أجل ضمان تأييد بعض الفئات المحافظة له ، عزم على زيارة البقاع المقدسة ثانية .
أثناء غيابه في سفره و إقامته في الحجاز ، وقعت تطورات مدهشة ،ذلك أن زوجتاه بدأتا تلتقيان و تقوت عرى المودة و الصداقة بينهما ، بحيث اصبحتا لا تفترقان ، بل و الزوجة الثانية ” مليكة ” تستقبل زوجها العامل المفرج عنه في بيت الزوجية على مرأى من الجميع .
يتبع…
تشكيل : إدريس حيدر .