محمد علوى:
☆ ☆
الأستاذ جعفر الناصري ، أديب جمع من المناقب أفضلها ، في نقاشه تجد نفَس الشاعر المتمكن المرهف و المثقف المحيط ، يعتبر فارس القصيدة العمودية بكل مواصفاتها و اتجاهاتها ، لا زلت أذكره في بداية الستينيات كأستاذ لي في مدرسة سيدي بوحمد في فضاء تابع لها ، يضم أقساما و ساحة كانت متسعا إبان فترة الاسترحة تحول بقدرة قادر إلى مقهى وبمدرسة رأس الدائرة رقم٢ – المنزه اليوم – بالمتوسط الثاني .
تميز الشاعر جعفر الناصري بأناقته المتفردة و انضباطه في العمل و شباب يتقد نشاطا ، إذ يطمح دوما أن يرى في تلاميذه إشعاع نجاحه و أبداعه ، فحفز فينا و نحن الصبية ، بوادر الإبداع من خلال التعابير المتعددة المعاني في درس المحادثة ، و صياغة الجمل الهادفة في تركيبها ، و تنمية القدرات التقنية من خلال دروس الأشياء و الأشغال اليدوية ، بقراءة أشعاره بطريقة تشخيصية معبرة سلسة جذابة ، أذكر إحداها إن لم تخني الذاكرة تحت عنوان (وحيدة ) خصوصا و أن هذا المبدع من الرعيل الذي عايش فترة المقاومة و الذين كانوا مقتنعين بصدق أنهم قادرين على تكوين جيل ، يستطيع حمل مشعل الوطنية بعد الأستقلال.
الأستاذ جعفر الناصري راق في تواصله فنان في إبداعاته خلوق في سلوكياته كثوم لمعاناته و ابتعاده عن الإنتاج الأدبي خسارة مدينة القصر الكبير لشاعر شغوف بها و بتراثها و أهلها و علمائها و ساهم في تعليم و تربية أبنائها ، و تكوين أطرها .
وما يحز في النفس أن الشاعر جعفر الناصري لم يأخذ حقه من أبناء مدينته ، من اعتراف و تكريم ، و لذلك يتوجب على المجتمع المدنى و المهتمين بالشأن الثقافي ، أن يهتموا بمثل هذه الشخصيات ، التي تعتبر أيقونات للمدينة و جزء من رأس مالها الثقافي .
فتحية إجلال لهذا الأستاذ و التربوي الذي قل نظيره.
شكري موصول إلى الأستاذ الزجال إدريس المريني الذي حفزتني تدوينته على هذه الشهادة في حق أستاذ أكن له كل التقدير.
من صور الزجال أدريس المريني