الهندقة الانتخابية : البرلماني مول السفرجل

30 أغسطس 2021
عمر الحيرش

من ذكريات هاد “الهندقة ” ديال الإنتخابات مزال كنذكر واحدالبرلماني و رئيس مجلس بلدي داز فالقصر الله يرحموا إلى مسمحلوش واحد الصديق عمرو لا شاف الراحة في قبره .

كنا أطفال فأوائل التسعينات و كعادة أبناء الأصقاع المنبوذة ديال ” ولد و طلق ” كنا الجراد فيما كين شي غرسة ضواحي القصر الكبير فيها شي فاكهة ناضجة أو تكاد تنضج فنحن لها قاطفون قبل المعاد ، مع كنشدوا عطلة الصيف كيكون البرنامج عامر …

نهار فإعدادية أبي المحاسن لجني البرتقال ، نهار فواحد الملحقة تابعة لوزارة التربية الوطنية حدا القوس لجني “المزاح” حتى من واحد الشجرة فالطريق العام كانت تنتج التوت الأحمر مررنا بها حتى خلينا فيها غير العواد و بضعة أغصان .

واحد النهار و نحن مجتمعين عصابة ديال المتسخين المغبرين بالصناديل بحال إلى خارجين من قناة ديال الواد الحار وجدنا رباعة ديال النساء طالعين من جهة قوس المحلة :

داها و داها و الله مخلاها ، سوا اليوم سوا غدا ولد الحرام ولا بدا …إلخ من ديك الشعارات المتخلفة عن الحضارة بمقدار عشرات الأميال ، تبعنا دوك النسوة كأي طفل تشده طقوس الهرج و الصخب حتى وصلنا لمنزل ” الطاغية ” و لحد اليوم أتساءل علاش سمحوا لنا بالدخول رغم صغر السن و الحالة الملوثة التي كنا عليها و لم أجد من تفسير إلا إعتقادهم أننا من أبناء هادوك النسوة فقبل ” الحسرافيون” بتلطيخنا لديك الزربية .

في حديقة المنزل الشاسعة وضعت الكراسي و مائدة عريضة صفت عليها الحلويات و المونادا و أتاي مع منصة بحال مقصلة الإعدام خصصت للزعيم ليلقي خطاب هو وحده الذي سيختار مفرداته و هو من يفهمه فقط …

كنا نلتهم الحلوى و نتخطفها كالغربان و نستغل أي سهو من أتباع الزعيم و حاشيته و لا يهمنا ما قاله أو وسيقوله إلا بقدر إطالته التي نتمناها لنجهز على طبق تلو آخر.

الزعيم يلقي خطابا عن التجهيز و النقل الطرق المدارس الشأن العام، سيحقق الرفاه و النعيم ، سيغني الفقير و يزوج العانس و يقوم بأيتام الشهداء …

كلام كثير يقوله كذبا و الناس تستمع و نحن نستمتع و القضية غادة مزيانة إلى أن الصديق ” البخوش” أغرته بعض الشجرات ديال السفرجل كانت فالحديقة و من طبعه كما عرف من لقبه أنه خطير فالتسلق ، تسلل في غفلة من الحراس و تسلق شجرة و بدأ الجني فالوقت اللي كنا احنا نستمع للخطاب التاريخي فجأة ظهر على المنصة البخوش وقد ألقي القبض عليه متلبس على أغصان شجرة وقد تمزق “الشورط” ديالو و قدموه للزعيم فقطع خطابه و سألهم :

مال هداك الوليد !!!!

أجابه الحسرافة : حصلناه كيسرق سفرجل …

الزعيم بشبه انزعاج : هذا وكان !! اديوه للبيت و عطيوه سفرجل

ملي سمعنا كرم الزعيم حبيناه و حسدنا البخوش على العطف الذي شمله به فخامته ، كان أحدنا يتساءل هل سيقبل اللئيم ديال البخوش إقتسامه معنا ؟؟

كنا مستعدين أننا نمشيو عندو نطلبو السفرجل تا حنا إسوة بصديقنا ، تأخر الوقت و صديقنا لم يظهر له أثر حتى إنتهت الخطبة العصماء و التفت الجموع حول الزعيم يدون لهم حاجتهم و هاهو البخوش يخرج من قبو كان محتجزا فيه لكي لا يزعج أو يقاطع خطاب الزعيم ، يقوده جلاد سميك الخدين حتى أوصله باب المنزل الفخم و بلكنة زبانية الديكتاتور “تشاوشيكو” : سيروا تقودوا من هنا … عنجبر شي واحد مرة أخرى غندرلو بحال هذا …

ثم أشار للبخوش الدامع العينين المحمر الخدين ، بأذن منتفخة بحجم البغريرة ، كان المسكين يرغب كأي طفل بحبات من السفرجل ، لكنه جلد بعوده ، أي جحيم مر عليه هناك حتى يكره المشاركة معنا مرة أخرى في غزو الحقول ديال ” الذرة ” ، حتى أشك أنهم هتكوا عرضه هناك و الله أعلم

تقليد البخوش على هداك البرلماني و رئيس المجلس البلدي السابق لازال معلق في رقبته و إن كبرنا ، لم ننسى مكره ذاك و قلة عطفه .

و لهلا يرحم فيه شي عظم

اترك رد

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

الاخبار العاجلة

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق

اكتشاف المزيد من أخبار قصراوة العالم

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading