من ذكريات هاد “الهندقة ” ديال الإنتخابات مزال كنذكر واحدالبرلماني و رئيس مجلس بلدي داز فالقصر الله يرحموا إلى مسمحلوش واحد الصديق عمرو لا شاف الراحة في قبره .
كنا أطفال فأوائل التسعينات و كعادة أبناء الأصقاع المنبوذة ديال ” ولد و طلق ” كنا الجراد فيما كين شي غرسة ضواحي القصر الكبير فيها شي فاكهة ناضجة أو تكاد تنضج فنحن لها قاطفون قبل المعاد ، مع كنشدوا عطلة الصيف كيكون البرنامج عامر …
نهار فإعدادية أبي المحاسن لجني البرتقال ، نهار فواحد الملحقة تابعة لوزارة التربية الوطنية حدا القوس لجني “المزاح” حتى من واحد الشجرة فالطريق العام كانت تنتج التوت الأحمر مررنا بها حتى خلينا فيها غير العواد و بضعة أغصان .
واحد النهار و نحن مجتمعين عصابة ديال المتسخين المغبرين بالصناديل بحال إلى خارجين من قناة ديال الواد الحار وجدنا رباعة ديال النساء طالعين من جهة قوس المحلة :
داها و داها و الله مخلاها ، سوا اليوم سوا غدا ولد الحرام ولا بدا …إلخ من ديك الشعارات المتخلفة عن الحضارة بمقدار عشرات الأميال ، تبعنا دوك النسوة كأي طفل تشده طقوس الهرج و الصخب حتى وصلنا لمنزل ” الطاغية ” و لحد اليوم أتساءل علاش سمحوا لنا بالدخول رغم صغر السن و الحالة الملوثة التي كنا عليها و لم أجد من تفسير إلا إعتقادهم أننا من أبناء هادوك النسوة فقبل ” الحسرافيون” بتلطيخنا لديك الزربية .
في حديقة المنزل الشاسعة وضعت الكراسي و مائدة عريضة صفت عليها الحلويات و المونادا و أتاي مع منصة بحال مقصلة الإعدام خصصت للزعيم ليلقي خطاب هو وحده الذي سيختار مفرداته و هو من يفهمه فقط …
كنا نلتهم الحلوى و نتخطفها كالغربان و نستغل أي سهو من أتباع الزعيم و حاشيته و لا يهمنا ما قاله أو وسيقوله إلا بقدر إطالته التي نتمناها لنجهز على طبق تلو آخر.
الزعيم يلقي خطابا عن التجهيز و النقل الطرق المدارس الشأن العام، سيحقق الرفاه و النعيم ، سيغني الفقير و يزوج العانس و يقوم بأيتام الشهداء …
كلام كثير يقوله كذبا و الناس تستمع و نحن نستمتع و القضية غادة مزيانة إلى أن الصديق ” البخوش” أغرته بعض الشجرات ديال السفرجل كانت فالحديقة و من طبعه كما عرف من لقبه أنه خطير فالتسلق ، تسلل في غفلة من الحراس و تسلق شجرة و بدأ الجني فالوقت اللي كنا احنا نستمع للخطاب التاريخي فجأة ظهر على المنصة البخوش وقد ألقي القبض عليه متلبس على أغصان شجرة وقد تمزق “الشورط” ديالو و قدموه للزعيم فقطع خطابه و سألهم :
مال هداك الوليد !!!!
أجابه الحسرافة : حصلناه كيسرق سفرجل …
الزعيم بشبه انزعاج : هذا وكان !! اديوه للبيت و عطيوه سفرجل
ملي سمعنا كرم الزعيم حبيناه و حسدنا البخوش على العطف الذي شمله به فخامته ، كان أحدنا يتساءل هل سيقبل اللئيم ديال البخوش إقتسامه معنا ؟؟
كنا مستعدين أننا نمشيو عندو نطلبو السفرجل تا حنا إسوة بصديقنا ، تأخر الوقت و صديقنا لم يظهر له أثر حتى إنتهت الخطبة العصماء و التفت الجموع حول الزعيم يدون لهم حاجتهم و هاهو البخوش يخرج من قبو كان محتجزا فيه لكي لا يزعج أو يقاطع خطاب الزعيم ، يقوده جلاد سميك الخدين حتى أوصله باب المنزل الفخم و بلكنة زبانية الديكتاتور “تشاوشيكو” : سيروا تقودوا من هنا … عنجبر شي واحد مرة أخرى غندرلو بحال هذا …
ثم أشار للبخوش الدامع العينين المحمر الخدين ، بأذن منتفخة بحجم البغريرة ، كان المسكين يرغب كأي طفل بحبات من السفرجل ، لكنه جلد بعوده ، أي جحيم مر عليه هناك حتى يكره المشاركة معنا مرة أخرى في غزو الحقول ديال ” الذرة ” ، حتى أشك أنهم هتكوا عرضه هناك و الله أعلم
تقليد البخوش على هداك البرلماني و رئيس المجلس البلدي السابق لازال معلق في رقبته و إن كبرنا ، لم ننسى مكره ذاك و قلة عطفه .
و لهلا يرحم فيه شي عظم